أكد لوني سنودن، والد قرصان المعلوماتية الأميركي ادوارد سنودن الذي اتهمته الولاياتالمتحدة ب «التجسس»، بعد كشفه تنفيذ وكالة الأمن القومي الأميركية برامج سرية للتنصت على الاتصالات الهاتفية وشبكة الإنترنت، استعداد ابنه للعودة إلى بلده شرط عدم اعتقاله قبل محاكمته وعدم إرغامه على الصمت ومنحه حق اختيار مكان محاكمته، معلناً أن محاميه أبلغ عبر رسالة هذا الأمر إلى وزير العدل الأميركي اريك هولدر. وقال لوني لشبكة «أن بي سي نيوز»: «لا أشعر أن ابني ارتكب خيانة. لقد خرق القانون الأميركي عبر كشف معلومات سرية لكنه لم يخن شعب الولاياتالمتحدة». وأبدى الوالد الذي لم يتحدث إلى ابنه منذ نيسان (أبريل) الماضي، خشيته من محاولة موقع «ويكيليكس» استغلال قضية ابنه، علماً أن مسؤولي الموقع ساعدوا ابنه على مغادرة هونغ كونغ إلى موسكو. وقال: «لا أريد تعريض ادوارد لخطر، لكن لدي مخاوف تتعلق بالأشخاص المحيطين به»، مضيفاً: «أفكر في ويكيليكس التي لم يكن هدفها دائماً الدفاع عن دستور الولاياتالمتحدة، بل كشف أكبر كمية من المعلومات». في غضون ذلك، أكد مدير وكالة الأمن القومي الأميركية في كلمة ألقاها في بالتيمور أن برامج مراقبة الاتصالات الهاتفية والإنترنت التي كشفها سنودنن أحبطت 54 مخططاً إرهابياً دبرها متشددون بينها 13 في الولاياتالمتحدة، وأدت إلى اعتقالات أو عمليات احتجاز شملت 25 شخصاً في أوروبا و11 في آسيا و5 في أفريقيا. وأفادت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أن الوكالة الأميركية جمعت خلال سنوات كميات هائلة من «البيانات الوصفية» عبر مراقبة حسابات البريد الإلكتروني والإنترنت لمواطنين ومقيمين، بعد فترة قصيرة من اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وأشارت إلى توسع برامج المراقبة عام 2007 لتشمل عناوين مرسل الرسائل ومستقبلها، وعناوين بروتوكول الإنترنت التي تظهر مكان وجود الشخص، ثم توقفها عام 2011. في روسيا، أفاد مصدر بأن موسكو محرجة من وجود ادوارد سنودن منذ الأحد في مطار موسكو، بعد إلغاء جواز سفره الأميركي، وذلك في انتظار منحه اللجوء السياسي في الإكوادور. وقال المصدر إن «الأميركيين تعمدوا إحراج موسكو عبر عدم إبلاغها في الوقت المناسب إلغاء جواز سفر سنودن». وزاد: «لو علمنا ذلك قبل سفره لما كان توجه إلى موسكو، ولم تكن ستحصل هذه الحكاية». وكان لافتاً، تحرك حوالى عشرة شبان روس أمام مطار موسكو، رافعين لافتات دعوا فيها إلى «عدم تسليم سنودن إلى دركي العالم». وغداة إعلان قناة «أونيفيزيون» الأميركية الناطقة باللغة الإسبانية أن الإكوادور منحت سنودن في 22 الشهر الجاري «جواز مرور» لسنودون، نفت حكومة الإكوادور تسليمها هذه الوثيقة، علماً أن وزارة الخارجية الأميركية حذرت أول من أمس من تدهور العلاقات مع كيتو إذا منحت سنودن اللجوء.