نشرت فرنسا تعزيزات للشرطة لتنظيم تدفق للمهاجرين غير الشرعيين على كاليه (شمال) لمحاولة الوصول إلى بريطانيا، مثيرين استياء سكان المدينة بسبب تصاعد الحوادث حتى في وسطها. ومنذ سنوات يتجمّع مهاجرون أفارقة وآسيويون وقادمون من الشرق الأوسط في كاليه أقرب مرفأ فرنسي إلى السواحل البريطانية تمر عبره يومياً آلاف الآليات. وهو يشهد باستمرار صدامات على أرصفته. لكن مصدراً في الشرطة قال: «إنها المرة الأولى التي تحدث فيها صدامات في المدينة ما أجبر الشرطة على التدخّل». وأعلن وزير الداخلية الفرنسية برنار كازونوف نشر 100 شرطي ودركي إضافيين في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 75 ألف نسمة، ما يرفع عدد هؤلاء العناصر إلى 450. واعتبر هذا العدد «استثنائياً لكنه مبرر تماماً». وقالت رئيسة البلدية ناتاشا بوشار إن الوضع بلغ «الحد الأقصى». من جهته، صرّح فريديريك فان غانسبيكي الذي يترأس جمعية للتجار: «نواجه عدداً كبيراً من الشبان الذين قدموا من القرن الأفريقي بمفردهم وغير متزوجين إلى المدينة التي يتجولون فيها، ومستعدون لفعل أي شيء للوصول إلى إنكلترا». واندلعت مواجهات الأربعاء الماضي لليوم الثالث على التوالي بين مهاجرين من أصول أريترية وآخرين إثيوبيين في أحد شوارع كاليه يشتري منه المهاجرون بأسعار زهيدة. ووفق سيناريو أصبح اعتيادياً، حاول مئات المهاجرين بعد ذلك الوصول بالقوة إلى شاحنات تنتظر بالقرب من المرفأ عبور المانش في اتجاه بريطانيا. ولقيت أثيوبية مصرعها الإثنين الماضي بعدما دهستها سيارة على الطريق السريعة التي تعبر كاليه. لوبن «وقحة واستغلالية» وتشكّل المنطقة المحرومة اقتصادياً التي تقترب نسبة البطالة فيها من 16 في المئة، أرضاً خصبة لليمين المتطرّف. وقد دانت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن التي زارت كاليه أول من أمس، «الفضيحة» التي تتمثل «بترك هذه المدينة تواجه مشاكل الهجرة السرية». ودفعت هذه الاتهامات وزير الداخلية الى انتقاد «أكاذيب» لوبن و «مغالاتها»، واتهمها «باستغلال مآسي البشر بوقاحة». وتقدّر السلطات المحلية عدد المهاجرين الذين يعيشون في مخيمات في محيط المرفأ بحوالى 2300 شخص، وهو عدد أكبر من الذي سجل في نهاية الصيف بحوالى الثلث. ومعظم هؤلاء قدموا من السودان أو أريتريا وكذلك من سورية ومناطق حروب أخرى. ويعتبرون بريطانيا جنة يستطيعون فيها العثور على عمل والاستفادة من سياسة اللجوء الأكثر ليونة بالمقارنة مع بلدان أخرى في أوروبا. ومعظمهم لا يعرفون لماذا هم عالقون في كاليه بعد رحلاتهم الطويلة والخطيرة في معظم الأحيان. وكانت فرنساوبريطانيا أعلنتا منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي اتفاقاً حول «إدارة ضغط الهجرة» في كاليه، ينص على مساهمة بريطانية بقيمة 15 مليون يورو. ويفترض أن تساعد هذه الأموال في بناء أسوار يبلغ ارتفاعها 4 أمتار لتجنّب عمليات الاقتحام المتكررة للمهاجرين من أجل الصعود إلى شاحنات، وزيادة عدد مراكز المراقبة البريطانية للمهاجرين وإنشاء مرأب كبير يخضع لإجراءات أمنية للشاحنات.