برلين - يو بي آي - قد تغير فرنسا قانون الهجرة بسبب فيلم عن شاب كردي عراقي حاول اللجوء إلى بريطانيا عبر قطع القناة الإنكليزية سباحة. وتدور أحداث فيلم «أهلاً» في ميناء كاليه في شمال فرنسا. ويروي الفيلم قصة بلال (17 سنة) الشاب الكردي الذي يطلب من مدرب سباحة محلي أعطاءه دروساً في هذه الرياضة تمكنه من قطع القنال الإنكليزية وبدء حياة جديدة عند الوصول الى الضفة البريطانية. ووافق مدرب السباحة، الذي يقوم بدوره في الفيلم الممثل الفرنسي فنسنت لندون، على الأمر بغية إرضاء زوجته اليسارية. ويجتذب مرفأ كاليه الفرنسي المهاجرين غير الشرعيين لأنه أقرب نقطة إلى الأراضي البريطانية. ويطلق على معسكر اللاجئين في كاليه اسم «الأدغال» لأنه يضم آلاف المهاجرين الذي يراودهم حلم الوصول إلى بريطانيا، وفي حين يحاول كثيرون الوصول عبر القوارب أو الاختباء في شاحنات تعبر نفقاً يربط البلدين تحت المياه، يحاول مهاجرون قطع هذه المسافة سباحة. ويركز فيلم «أهلاً» على قانون فرنسي ُيجرّم كل من يساعد مهاجرين غير شرعيين على دخول فرنسا أو الإقامة فيها أو من يثبت التحقيق تورطه بمثل هذه النشاطات، ويعاقب بالسجن فترة تصل إلى خمس سنوات وبغرامة حدها الأقصى حوالى 41 ألف دولار. ولا يميز القانون بين الأشخاص الذين يعملون في عصابات تهريب المهاجرين وبين مواطن فرنسي عادي يحاول مساعدة لاجئ على العيش في بلاده بدافع من الشفقة أو... الأخوة. وبعد عرض الفيلم، الذي لاقى استسحاناً في فرنسا، وحصل على جائزة المهرجان الدولي للأفلام في برلين، بدأ ذلك القانون يفقد التأييد الشعبي الذي كان يحظى به في السابق. ولم يحرك الفيلم الشارع الفرنسي فقط بل عرض أيضاً تحت قبة البرلمان حيث ناقشه نواب من الحزب الاشتراكي، طالب بعضهم بعدم المساواة بين عصابات تهريب اللاجئين وبين أشخاص عاديين يحاولون مساعدة اللاجئين على دخول بلادهم بدافع الشفقة.