قالت مصادر قيادية في التيار السلفي الجهادي الأردني ل»الحياة» إن عشرات الشبان السلفيين بدأوا يتوجهون سراً إلى العراق للانخراط بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هناك. وأضافت المصادر أن هؤلاء الشبان يسعون إلى الانخراط بالتنظيم الأم، الذي بات يسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسورية. وأوضحت أن الشبان الساعين إلى اللحاق بالتنظيم، بدأوا يعبرون الحدود الفاصلة بين بلدهم والعراق بمساعدة المهربين للانضمام إلى المعارك الدائرة بين الدولة الإسلامية من جهة والسلطة المركزية والميليشيات من جهة أخرى. وقال القيادي البارز في التيار الدكتور منيف سمارة ل»الحياة» إن «ذهاب أنصار التيار إلى ساحات الجهاد لم يعد مقتصراً على سورية، إنهم يتوجهون اليوم إلى العراق». وأضاف أن «غالبية أعضاء التيار الجهادي في الأردن بدأت تعلن بالفعل تأييدها الصريح لتنظيم الدولة، بعد تأييدها السابق لجبهة النصرة». وأوضح أن «مئات الشبان الطامحين إلى المواجهة والاندفاع يرون في تنظيم الدولة حاضناً وملاذاً لهم». وكان القيادي الجهادي في شمال المملكة عمر مهدي زيدان قد أعلن قبل أيام التحاقه بتنظيم «داعش» ومبايعته زعيمه أبو بكر البغدادي. وكتب أحد رفاقه على موقع «فايسبوك» ويدعى أبو حفص الأثري «إنها بشريات عظيمة، الشيخ عمر مهدي زيدان ينفر بكرامة عجيبة البارحة ويبايع الدولة الإسلامية». وفي حين لم يحدد الأثري مكان وجود زيدان، قال قريبون من الرجل ل»الحياة» إنه «وصل بالفعل إلى داخل الأراضي العراقية، بعدما نجح مهربون بتهريبه عبر حدود بلده الأردن». وأمضى زيدان سنوات متقطعة وراء القضبان بسبب أنشطة مرتبطة بالسلفيين الجهاديين، وحاز شهرة واسعة في أوساط التيار بسبب شقيقه محمود زيدان الشهير ب»أبو منصور الشامي»، الذي عمل لسنوات قاضياً شرعياً بحركة طالبان الأفغانية، قبل أن يقضي بغارة أميركية. وينظر إلى زيدان باعتباره أحد أهم المنظرين الشرعيين لتنظيم الدولة. وقد وجه انتقادات حادة لقيادات روحية في التيار الجهادي، مثل عصام البرقاوي الشهير ب»أبو محمد المقدسي» وعمر عثمان المكنى ب»أبو قتادة»، واتهمهما بالتنازل والتفريط لانتقادهما المتكرر للدولة الإسلامية. وهناك 2000 أردني على الأقل يحاربون الآن القوات السورية، وغالبيتهم تدين بالولاء لتنظيم الدولة. وكانت السلطات الأردنية شنت حملة اعتقالات واسعة على مدى الأسابيع الماضية في صفوف التيار، ووجهت إلى المعتقلين تهم الانتماء إلى «داعش»، والسعي إلى تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة. ويحاكم هؤلاء أمام محكمة أمن الدولة، وفي حال إدانتهم فسيواجهون أحكاماً بالإعدام أو السجن المؤبد. ويقول مسؤولون أردنيون إن قوات الأمن والجيش تبذل قصارى جهدها للسيطرة على الحدود الطويلة مع سورية والعراق. وقال وزير بارز في الحكومة ل»الحياة» إن «الأردن يسعى جاهداً إلى منع عبور الأسلحة أو المقاتلين إلى سورية وحتى العراق». وأضاف أن «أي سيطرة لجماعات متطرفة داخل دول الجوار من شأنها أن تلحق الأذى بالأردن، وهو ما نعمل على مواجهته في مختلف الطرق».