ذكرت قيادات في التيار السلفي الجهادي الأردني ل «الحياة» أمس أن الأجهزة الأمنية أوقفت هذا الأسبوع قرابة 20 شاباً يتبعون التيار، بتهمة مناصرتهم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وقال قيادي التيار محمد الشلبي المعروف ب «أبو سياف» ل «الحياة» إن «الأجهزة الأمنية بدأت حملة اعتقالات غير مبررة، وإن العشرات من أعضاء التيار باتوا مطاردين في الجبال والأودية، بعد أن نفذ الأمن مداهمات ليلية على منازلهم خلال اليومين الماضيين». وأضاف: «ان الحملة الأمنية ركزت على عمان والزقاء والسلط، وحتى الآن لا نعرف حقيقة التهم الموجهة إلى المعتقلين والمطاردين». لكنه أردف أن «غالبيتهم يناصرون تنظيم الدولة، فيما يناصر عدد أقل جبهة النصرة». وقال وزير أردني بارز ل «الحياة» إن «هناك حملة اعتقال تجري بالفعل لأعضاء يتبعون التيار الجهادي الأردني تدور حولهم شبهات الانتماء لداعش، وسعيهم إلى ارتكاب أفعال تضر بأمن الوطن والمواطن». وتابع: «ان القانون سيأخذ مجراه وهو الحكم والفيصل (...) عيوننا مفتوحة جيداً على أي تجاوزات، ولن نسمح بأن يكون الأردن ساحة للإرهابيين والمتطرفين». واللافت أن حملة الاعتقالات في صفوف السلفيين الأردنيين جاءت على وقع توصيات أمنية جديدة وغير معلنة رفعت إلى الملك عبدالله الثاني مؤخراً، نبهت إلى «إمكان تنفيذ عمليات إرهابية على الساحة الأردنية من قبل داعش». ودعت التوصيات إلى «تشديد الخناق على الحدود الأردنية مع سورية والعراق، وعدم إغماض الأعين عن الأردنيين الجهاديين». وأشارت إلى «أن عدد أعضاء التيار في الأردن ارتفع هذا العام لحوالى 7 آلاف، في حين لم يتجاوز عددهم ال5 آلاف خلال العامين الماضيين». ولفتت إلى «أن غالبية التيار باتت تؤيد تنظيم الدولة الإسلامية، وأن معظم مناصريه يتحدرون من أصول أردنية، فيما الأردنيون من أصول فلسطينية يؤيدون جبهة النصرة». وحددت التوصيات مواقع نفوذ الجهاديين داخل الأردن، وقالت إنها «تبدأ بمدينة معان (جنوب) ثم الطفيلة (جنوب) والسلط (غرب) يليها الرصيفة (شمال شرق) فالزرقاء (شمال شرق) ثم إربد (شمال)». وأقر أبو سياف القريب من «جبهة النصرة» بازدياد عدد الأردنيين الذين التحقوا بالتيار، بسبب ما قال إنها «استمرار الحرب السورية وتصاعدها بالعراق». لكنه شكك في صحة الخريطة الرسمية لأماكن نفوذ السلفيين، واعتبر أن الزرقاء تمثل المعقل الأبرز لهم. كما نفى أن تكون غالبية المؤيدين للدولة الإسلامية من الشرق أردنيين، معتبراً أن التيار يتقاسمه مناصفة المؤيدون ل «الدولة» و «النصرة». لكنه أقر بأن الغالبية المؤيدة لتنظيم «الدولة» تمثلها فئة الشباب، ممن وصفهم ب «وقود المعركة». وعن التحذريات الأمنية الأردنية أجاب الشلبي «أولوية الدولة حالياً ليست الأردن. ما يهمها الآن تثبيت أقدامها جيداً بالمواقع التي تسيطر عليها». لكن القيادي السلفي ذهب لأبعد من ذلك عندما قال إن «الخطر الحقيقي الذي يتهدد الأردن، هو خطر داخلي». وأضاف: «ربما سيستفيد تنظيم الدولة في وقت ما من أنصاره المنتشرين داخل المدن الأردنية». يشار إلى أن معاقل التيار السلفي الجهادي في الأردن اتسعت اخيراً بعد أن كانت مدينتا معان والزرقاء تشكلان معقلي التنظيم الرئيسيين. وشهدت هاتان المدينتان هذا الشهر خروج تظاهرات مؤيدة لتنظيم الدولة، ولإعلان الخلافة الإسلامية، وذهب بعض المشاركين فيهما لإعلان مبايعة أبو بكر البغدادي «خليفة للمسلمين».