أحيت فرقة الصين الوطنية للألعاب البهلوانية عرضاً ضخماً عنوانه «سبلنديد» (رائع)، على خشبة مهرجانات بيت الدين اللبنانية ليل الأربعاء - الخميس (تستمر حتى مساء الغد)، مقدمة السيرك التقليدي الصيني بصبغة عالمية حديثة. وأمام نحو ألفي متفرج، تنقل على الخشبة 80 راقصاً وبهلواناً قدموا لوحات تجمع ما بين تراث السيرك الصيني وتقاليده، والتقنيات الجديدة التي طورت مفهومها الفرقة على صعيد الحركات البهلوانية والبناء الدرامي والمسرحي للعرض. وتضمن «سبلنديد» 12 لوحة تخلّلتها مشاهد تمثيلية، كان أولها «هوس الحب» الذي مزج بين رقص الباليه الكلاسيكي والحركات البهلوانية في إطار تمثيلي درامي. وابتعد العرض عن استخدام الحيوانات وإقامة السحر، لكنه كان ساحراً بالسينوغرافيا وموسيقاه المتجددة وحركات راقصيه وأزيائهم الملوّنة، التقليدي منها وغير التقليدي، والجميلة في كل أحوالها. وبدا مسرح بيت الدين وكأنه «مسرح بيت الصين»، على قول سابين رياشي، وهي واحدة من كثر أتوا خصيصاً من كل المناطق اللبنانية لمشاهدة العرض المبهر. فالأجواء الصينية تجلّت غناءً على المسرح وعزفاً على الطبل واستحضاراً للمحاربين الصينيين والأدوات التي طبعت تراثهم، كالمظلات الواقية من الشمس والمهاوي، وحتى في الكتابات بالصينية والزخرفات التي احتلت الشاشات المستطيلة المتحركة التي انتشرت على الخشبة. وبدت لوحات العرض متناغمة مشوقة، من غزل الأطباق والتقاطها والقفز في الهواء والتلاعب بالكرات والاتزان مع حمل الزجاج وحركات الكونغ فو، وصولاً إلى التحليق في الهواء. أما أجسام الراقصين فكأنها أجساد دمى بلاستيكية مطواعة لا تنكسر، حيث الجسد يتخطى سقف قدرته ويتحول منصة لجسد آخر: الرأس على الرأس والرجلان بليونة اليدين. وفي إحدى اللوحات، تدلت من السقف قطعة قماش تحولت أداة لراقصَين حلّقا في الجو متمسكَين بأطرافها كأنهما بطلان خارقان. وتسلق المحاربون الأعمدة بخفة، وتوازنت أجسامهم بواسطة اليد، وتأرجحت في الهواء عمودياً وأفقياً على أنغام موسيقى تفوح منها روائح الصين. وعلى الدرج تلاعب البهلوان بعشرات الكرات نزولاً وصعوداً. ولا يكتمل العرض الصيني من دون الدراجات الهوائية فالواحدة تتسع لعشر راقصات. وكان اللافت حضور ثنائي يرتدي زي أمير وأميرة، يشارك في كل لوحة. يذكر أن فرقة الصين الوطنية للألعاب البهلوانية أُسست عام 1950، وهي أول فرقة سيرك وطنية حققت نجاحاً حول العالم وجالت في 115 بلداً. وأطلقت مركز تدريب خاصاً بها يضم 200 فنان. ونالت الفرقة 48 ميدالية ذهبية.