شاركت المغنية اللبنانية تانيا صالح في إحياء فعاليات مهرجان «حي» الرمضاني الذي اختتم أخيراً، والذي نظمته مؤسسة المورد الثقافي على مسرح الجنينة في القاهرة. وقدّمت صالح مع فرقتها المكونة من عازفي درامز وطبلة وغيتار وكي بورد، أغاني ك «راح الحب» و«خبي راسك» و«خلصوا الدفاتر» و«مرايتي»... «يتميز أسلوبي الموسيقي بالقوة والجمل القصيرة، الفورم غربي واللحن شرقي»، تقول تانيا، مضيفة أن اللحن يخلق مع الكلمة من القلب من دون كذب ولا تمثيل، وتضيف: «أتعامل مع أعضاء الفرقة على صوغ اللحن حتى يخرج مكتملاً، كما نركز على الأفكار الجديدة، المختلفة عن السائد على الساحة التجارية، وهو قليل ومحاصر في الوطن العربي». وتحاول تانيا أن تصل إلى نهج جديد، فالجمهور ليس مجبوراً على تلقي نوع واحد من الموسيقى، هناك ملامح من الروك ورتوش من الجاز في قالب شرقي، وتتناول أغانيها مواضيع شتى من الحياة اليومية والسياسية وأيضاً ذات الطابع الرومانسي مثل أغنية «مرايتي» في فيلم «سكر بنات» من إخراج نادين لبكي، وتعاونا أيضاً في كليب «بلا ما نسميه». ترى تانيا أن هناك جذوراً فكرية مشتركة تجمعها مع نادين، لذا تعمل حالياً على كتابة وتلحين أغاني فيلمها المقبل. وتتجلى قوة النقد اللاذعة التي تتفجر في أغاني تانيا في «خبي راسك» وهي أغنية لا تتعدى دقيقتين، و «خلصوا الدفاتر»، و «عمر وعلي» وهي حوار بين طفلين عراقيين قضى أحدهما في أحد التفجيرات وغنوة تسخر فيها من كثرة الطوائف في لبنان. وعن أغنيتها «طوشتوني» تقول: «السياسيون اللبنانيون يستاهلون أكثر من ذلك، من أكثر من ثلاثين سنة وهم يضجون مثل الأولاد، ومن دون أن يخبرونا شيئاً عن الحقيقة، وكأنهم ملكونا، وهذا شعور الكثير من اللبنانيين ولذلك لم يغضب أحد من سخريتي وتهكمي عليهم بل قال لي البعض... برافو». وتضيف تانيا: «خلال رحلاتي في دول عربية وجدت أن هناك خوفاً من قول الحقيقة على رغم أن الشعوب العربية واعية ومثقفة، وإذا تواصلت لا يمكن ان يفرض عليها شيء»، ولم تنسَ تانيا وهي على المسرح أن تحيي الفنانين المصريين وذكرت سيد درويش وصلاح جاهين وسعاد حسني وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ ويوسف شاهين، شاكرة الظروف التي أتاحت لها لقاء الجمهور المصري كونها استقت واستوحت الكثير من هؤلاء الفنانين الكبار.