أعلنت «هيئة العلماء المسلمين» أن «اشتباكات صيدا استُخدم فيها كل أنواع الأسلحة إلا سلاح العقل والمنطق». وتساءلت «هيئة العلماء» في مؤتمر صحافي عقدته في صيدا عن «دور حزب الله ومداهماته في المناطق التي وقعت تحت سيطرته، مما يتوافق مع شهادات العشرات من أبناء عبرا عن مشاركته في القتال»، معتبرة أن «استباحة المدينة والتعدي على حرمات الناس ومحاصرة منزل النائب بهية الحريري وأعمال القنص من قبل حزب الله، تشكّل تحدياً لمنطق الدولة وضرباً لهيبة الجيش». ولفتت إلى أن «المجموعات المرتبطة بحزب الله، ومنها «سرايا المقاومة» أصبحت ملاذاً آمنا لكل المجرمين وأصحاب السوابق»، مطالبة الدولة ب «سوقهم إلى العدالة وإغلاق شققهم التي كانت ولا تزال سبباً لإشعال الفتنة في المنطقة». وطالبت «بالإسراع بالكشف عن الأضرار التي تعرّضت لها عبرا ودفع التعويضات للمواطنين والمتضررين»، مؤكدة أن «الاعتداء على أبناء الوطن من أي جهة كانت، محرّم في الإسلام»، مؤكدة «حرصها على الجيش ضباطاً وجنوداً»، ومستنكرة أي اعتداء عليهم. وأسفت «الهيئة» ل «رفض قيادة الجيش اللبناني المبادرة التي قدمتها الهيئة لوقف إطلاق النار لمدة ساعة من أجل نقل الجرحى المدنيين». وقدم عدد من العلماء شهادات عن مشاركة عناصر «حزب الله» في حادثة عبرا، وقال إمام مسجد بهاء الدين الحريري الشيخ عبدالله البصري: «قبل دخولنا مسجد بلال بن رباح جرّاء نداءات الاستغاثة بمواكبة الجيش اللبناني، فوجئنا بوجود جنود في محيطه يلبسون بزات المغاوير ولم نعرف أنهم من حزب الله إلا من خلال العصبات ذات اللون الأصفر على زنودهم وهم كانوا ملتحين أيضاً، فسألنا من كان يرافقنا إن كانوا من حزب الله، فأومأ برأسه وسكت، وهذا رد على ما أعلنه وزير الداخلية». وقال مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان: «اذا كنّا مع مشروع الدولة التي تفرض النظام على الجميع، فهذا النظام وهذا القانون وهذه المقاييس لا بد أن تكون على كل الناس، فلا نرى هنا بعين وهناك بعين أخرى، ولا بد لهذه الدولة من أن ترى بالعينين وان تسمع بالأذنين وان تفرض سلطتها على كل الناس». وأضاف: «هذه المدينة التي رفضت الاعتداء على جيشها وعلى قواها الشرعية والأمنية، تؤكد أيضاً رفضها كثيراً من الاستفزازات التي لا حصر لها، وكثيراً من التجاوزات التي أرجو ألاّ تؤدي إلى مشكلة في صيدا».