كابول، واشنطن – أ ف ب، رويترز - شددت قطر أمس، على ان الاسم «الصحيح المعتمد» لمكتب حركة «طالبان» الأفغانية في الدوحة، هو «المكتب السياسي لحركة طالبان أفغانستان»، وليس «المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية» الذي أغضب كابول وجعلها تعتبر الخطوة «استعراضية». ودفع ذلك واشنطن إلى التراجع عن إعلانها مفاوضات مع الحركة في الدوحة الأربعاء الماضي. ورحبت واشنطن بتوضيح قطر اسم المكتب، مؤكدة انه يجب ألا يعتبر سفارة أو مقراً يمثل «طالبان»، كونها إمارة أو حكومة أو كياناً مستقلاً، بعدما أطاح التحالف الدولي نظام «الإمارة الإسلامية» نهاية العام 2001. لكن مسار المفاوضات بين الولاياتالمتحدة و «طالبان» في الدوحة بات غامضاً، رغم تأكيد إدارة الرئيس باراك اوباما انفتاحها على مناقشة نقل معتقلين للحركة من قاعدة غوانتانامو إلى الخارج، غداة عرض «طالبان» مبادلة الرقيب الأميركي باو بيرغدال (تعتقله منذ 2009) بالخمسة المتهمين باعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، والمحتجزين في غوانتانامو. وقال مساعد وزير الخارجية القطري للشؤون الخارجية علي بن فهد الهاجري ل «الحياة»: «تليت يوم افتتاح المكتب الاسم المعتمد الصحيح ، وهو المكتب السياسي لحركة طالبان أفغانستان في الدوحة، الذي لا يثير أي شكوك لدينا، رغم حدوث التباس حوله لدى بعض الأطراف». وكانت وزارة الخارجية القطرية أصدرت بياناً أفاد بأن المكتب لا يحمل اسم «إمارة أفغانستان الإسلامية». وفي شأن الوساطة القطرية وموعد انطلاق المفاوضات بين « طالبان» والأميركيين، شدد الهاجري على أن «الشعب الأفغاني عانى طيلة سنوات من الأزمة، لذا نأمل بأن تصب الجهود في مصلحته. لا يهمّنا متى تبدأ المفاوضات بل نتائجها لتعزيز استقرار المنطقة والدول الإسلامية، ونريد أن ترضي النتائج الشعب الأفغاني». وفيما يستمر الغموض والتكتم حول مسار المفاوضات، توقع مصدر غربي تحدث إلى «الحياة» وصول المفاوضين الأميركيين إلى الدوحة قريباً، لافتاً إلى أن واشنطن عكفت خلال الأيام الماضية على استكمال أوراقها ودرس آفاق اللقاءات المرتقبة مع «طالبان». ورجحت مصادر متطابقة أن تدعم مشاركة وزير الخارجية الأميركي في اجتماع وزراء خارجية دول «أصدقاء سورية» في الدوحة اليوم، التفاهم بين بلاده و «طالبان» حول المفاوضات. وقالت: «سيتصدر هذا الموضوع النقاش»، علماً أن قادة الحركة عقدوا منذ افتتاح مكتبهم اجتماعات بعيدة من الأضواء، استعداداً للمفاوضات «الصعبة» مع الأميركيين. واعتبرت «طالبان» فتح مكتب لها في قطر، نتاجاً ل «إنجازاتها» ميدانياً، لكنها تعهدت مواصلة القتال حتى انسحاب كل القوات الأميركية من أفغانستان. وقال الملا إحسان الله، أحد مسؤولي الحركة في منطقة زيراي بولاية قندهار (جنوب): «نريد أن يجري المكتب محادثات مع الأسرة الدولية كأي حكومة مستقلة وذات سيادة. نحقق أهدافنا في هزيمة الولاياتالمتحدة، ونريد تحرير شعبنا وبلدنا من الاحتلال، وأن نبنيه بأنفسنا». وأكد مسؤول آخر أن أي مبادرة من اجل السلام لن توقف عمليات الحركة، مثل المكامن والعمليات الانتحارية والتفجيرات، في وقت أعلن الحلف الأطلسي (ناتو) مقتل 13 من مسلحي «طالبان» في عمليات مشتركة نفِّذت مع القوات الأفغانية خلال الساعات ال 24 الأخيرة في ولايات وردك وننغرهار وقندهار وهيرات.