سحب إمام مسجد بلال بن رباح في منطقة عبرا (شرق صيدا - جنوب لبنان) الشيخ أحمد الأسير تهديده بجعل الاثنين المقبل موعداً نهائياً لمطلبه في شأن الشقق التي يدعي أنها تعود ل «حزب الله» قبالة المسجد المذكور، وقرر إرجاء تحركاته «بسبب إجراء الامتحانات الرسمية»، ما سحب فتيل التوتر الذي تعيشه صيدا حيث تقدر فاعليات أن تستمر مفاعيل التهدئة إلى ما بعد شهر رمضان. وكانت المدينةالجنوبية نامت على مجموعة إشاعات منها أن «حزب الله» يعد العدة لدخول صيدا من بوابة النبطية، أو أنه سيدخل صيدا من بوابة ضاحية بيروتالجنوبية. وتزامنت هذه الإشاعات مع ضبط الجيش اللبناني سيارتين واحدة يقودها شخص من «سرايا المقاومة» (حزب الله) ويدعى ي. ب. وفي داخلها أسلحة وذخيرة، والثانية فيها شخصان من مجموعة الأسير وهما أ. س. و ر. ص. وكانت السيارة المذكورة تطارد سيارة أخرى ادعى الشخصان أن في داخلها شخصاً من «حزب الله» وتبين لاحقاً لدى احتكاكهما به أنه من سكان صيدا ولا علاقة له بالحزب. واقتاد الجيش اللبناني الموقوفين الثلاثة إلى الشرطة العسكرية للتحقيق معهم وأطلقوا لاحقاً بكفالة ورهن التحقيق. وأكدت قيادة الجيش في بيان ان «دورية تابعة للجيش أوقفت اول من امس في مدينة صيدا عدداً من المسلحين، وضبطت بحوزتهم كمية من الاسلحة الحربية الخفيفة والمتوسطة والذخائر العائدة لها بالاضافة الى كمية من الاعتدة العسكرية». وكانت الاتصالات تواصلت على نحو مكثف للحفاظ على الهدوء في صيدا. وتولت النائب بهية الحريري جزءاً من الاتصالات وتوجهت عصراً من خلال شاشات التلفزة إلى أهالي صيدا وعبرا لطمأنتهم إلى استقرار الوضع في المدينة. واثنت في اتصالات مع قيادات أمنية على جهود الجيش، مشددة على ضرورة الحفاظ على الأمن والتعاطي بحزم مع التجاوزات. وذكر أن الشيخ الأسير حاول خلال الوساطات معه أن يقايض تمديد مهلة الاثنين بإطلاق موقوفين من جماعته لدى الأجهزة الأمنية من وقت سابق. وفي السياق، حمّل الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري «حزب الله» وشبيحته في صيدا مسؤولية الأحداث الأخيرة في عبرا»، لافتاً إلى أن ما حصل كان «نتيجة لاستفزازات قاموا بها في الفترة الماضية»، وواصفاً المنتمين إلى «سرايا حزب الله من أبناء المدينة» بأنهم «خونة». واعتبر خلال لقاء موسع مع كوادر التيار في منسقية صيدا والجنوب «أن بعض الرموز في صيدا اليوم وعلى رأسهم (رئيس التنظيم الشعبي الناصري) أسامة سعد يحاول بيع كرامة المدينة»، مؤكداً أن «المدينة لا تباع ولا تشترى». ورفض «استخدام السلاح في المدينة من أي جهة كانت».