تواصلت امس، التحقيقات الأمنية والطبية لمعرفة هوية الجثة التي احترقت خلال مداهمة الجيش اول من امس منزلاً في عاصون (الضنية )، وكشفه مجموعة ارهابية، للتأكد مما اذا كانت تعود فعلياً الى الجندي اللبناني الفار عبد القادر الأكومي، في وقت تتواصل التحقيقات مع الموقوف احمد ميقاتي الذي ألقي القبض عليه خلال المداهمة ويعتبر من اخطر المطلوبين. وأخضعت امس، والدة الأكومي الى فحص «دي إن إي»، في وقت ابلغ والد القتيل عادل العتري الأجهزة الأمنية ان ابنه نام خارج المنزل ليلة المداهمة وهو شيء لم يعتد عليه، وأن آخر اتصال جرى بينه وبين ابنه كان عبر موقع «واتس أب» في الثانية والنصف فجراً اي قبل ساعتين من عملية المداهمة. اما القتيل الثالث فتبين انه يدعى احمد الذهيبي وهو من النبي يوشع - قضاء الضنية. وأشارت مصادر امنية الى ان كمية الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة التي تم العثور عليها داخل الشقة تشير الى ان المجموعة كانت تخطط للقيام بعملية على غرار عملية البحصاص التي استهدفت عسكريين لبنانيين كانوا ينتظرون حافلة تقلهم الى مراكز خدمتهم او لعملية ارهابية كبيرة. ولفتت الى ان الأجهزة الأمنية استمعت للمرة الثانية الى صاحب الشقة التي جرت مداهمتها ويدعى محمد حسن خضر وأخلى سبيله لأنه ثبت ان لا علاقة له بما كان يجري فيها. وتحدثت المصادر الأمنية عن تعاون كبير للأهالي في المنطقة مع الجيش، فيما جرت عمليات تفتيش احترازية لكل الأماكن التي يسكنها نازحون سوريون. والتقى امس، رئيس الحكومة تمام سلام قائد الجيش العماد جان قهوجي في السراي الكبيرة. وأوضح المكتب الإعلامي لسلام أنه عرض مع العماد قهوجي المستجدات الأمنية والجهود التي يبذلها الجيش لمكافحة الإرهاب في البلاد. وأطلع قهوجي رئيس الحكومة على تفاصيل عملية الضنية الأخيرة التي اسفرت عن مقتل 3 ارهابيين واعتقال رابع، والتي جنبت منطقة الشمال ولبنان عمليات إرهابية خطيرة كانت قيد التخطيط. كما عرض قائد الجيش نتائج زيارته إلى واشنطن، حيث اطلع من رؤساء اركان الجيوش المشاركة في التحالف الدولي على توجهات دولهم في مجال مكافحة الإرهاب، وتداول مع المسؤولين العسكريين الأميركيين في ما يمكن تقديمه من مساعدات للبنان في هذا المجال. وكان الاجتماع مناسبة للتداول في آخر ما وصلت اليه الجهود التي تبذلها الحكومة لتحرير العسكريين المخطوفين. وفي هذا المجال قالت مصادر معنية بالمفاوضات ل «الحياة» إن ما تردد في وسائل إعلامية عن أسماء في لائحة سلمها الخاطفون لوسطاء «غير دقيق». وسجل امس، اطلاق نار في منطقة المنكوبين في طرابلس، وتبين ان عناصر من الجيش كانت توقف مطلوبَين أحدهما من آل صالحة والآخر من آل ضناوي، بعدما جرى تبادل لإطلاق النار معهما. وكان عضو كتلة «المستقبل» النيابية احمد فتفت قال ل «الحياة» إنه تم تحذيره منذ اسبوعين للحد من حركته بسبب أخطار امنية في منطقة الشمال، ما استوجب بقاءه في بيروت». ووصف في حديث اذاعي ما قام به الجيش بأنه «عملية مشكورة والطريقة التي نفذت فيها إيجابية». سليمان: مقبرة الارهاب وهنأ الرئيس السابق ميشال سليمان قيادة الجيش ب «الإنجاز النوعي الذي حققته في الضنية»، داعياً «جميع القوى اللبنانية إلى دعم الجيش من دون قيد أو شرط لأنه الوحيد القادر على حماية لبنان من هذه الموجة الإرهابية التي تحاول عبثاً اختراقه من خلال إغراء بعضهم من ضعفاء النفوس». ونوّه سليمان خلال اتصال بالعماد قهوجي «بالعملية التي تكللت بالنجاح وأحبطت مخططاً إرهابياً دامياً، كان يحضر للعبث بالأمن اللبناني ومساعدة الإرهابيين الحالمين بضم لبنان إلى ولايتهم»، مؤكداً أن «لبنان بجيشه وشعبه الداعم لهذا الجيش، سيكون مقبرة الإرهاب وسينجح حيث فشل الآخرون، في كسر شوكة داعش وأخواتها». المجلس العدلي وفي السياق، أصدر المجلس العدلي برئاسة القاضي أنطوني عيسى الخوري حكماً بالإعدام على المتهمين بلال نديم الحولي ومحمد حسن موسى ومنجد محمد نور الفحام غيابياً، بعد «إقدامهم على التآمر على أمن الدولة الداخلي من خلال إسهامهم في النشاط الإجرامي لتنظيم «فتح الإسلام»، الذي هو تنظيم ارهابي هدف الى بث روح الفتنة بين أبناء الوطن، وقام بتشكيل خلايا ارهابية نفذت أعمالاً اجرامية في مناطق لبنانية متعددة بقصد زعزعة الاستقرار والأمن وضرب مؤسسات الدولة، وتحديداً الجيش الوطني، ومن خلال إسهامهم في تزويد أفراد التنظيم المذكور بأسلحة حربية خفيفة ومتوسطة وبمستندات ثبوتية مزورة». وتضمن الحكم أن «المتهم الحولي حاول تأمين مادة الزئبق لأحد الإرهابيين، وتوسط بين هذا الأخير وبين تاجر سلاح بقصد تزويده بأسلحة خفيفة ومتوسطة. كما زوّر له جوازات سفر دنماركية وسويدية ولبنانية. وتضمن أن المتهم موسى سافر من سورية الى اليونان بعدما اتهم باشتراكه في مجزرة «القزاز» التي وقعت في سورية، وبأنه ساهم في تجنيد نحو 50 عنصراً لمصلحة «فتح الإسلام»، واستضاف بعض عناصر هذا التنظيم في مخيم اليرموك في سورية حيث أمن لهم ملاذاً آمناً. وتضمن أيضاً أن المتهم الفحام أقدم على مساعدة عناصر وكوادر وقياديين في التنظيم المذكور من خلال مدهم بالمال وتزويدهم جوازات سفر مزورة».