«مسلسلات تساعد على الرذيلة بسبب تضمنها رقصات خليعة وألفاظ تتنافى مع الذوق العام، وأخرى تحمل إساءة الى شخصيات مهمة في المجتمع أو تم سرقة أفكارها ومواضيعها من مؤلفيها الأصليين، ومسلسلات تتناول أعمالاً لكبار ودّعوا عالمنا ويجري تصويرها من دون الحصول على موافقة الورثة»... هذا هو ملخص الدعاوى القضائية التي أقيمت ضد صناع الأعمال الدرامية المقرر عرضها على شاشة رمضان هذا العام. ومن أبرز المعترضين رئيس مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية أحمد مهران الذي أعرب عن إستيائه الشديد من الإعلان الترويجي لمسلسل «مزاج الخير»، وتقدم ببلاغ إلى مكتب النائب العام المصري، شاركه فيه المحامي بالقضاء العالي الدكتور خالد حنفي ضد كل من ساهم في تنفيذ العمل أي الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية «نايل سات» ورئيس مجلس إدارة «جيت ميديا غروب» منتج المسلسل، ومخرجه مجدي الهواري، اضافة الى بطليه مصطفى شعبان وعلا غانم وآخرين. وطالب بوقف المسلسل، بدعوى أنه لا يصلح للعرض في شهر رمضان لما حمله الإعلان الترويجي من «ألفاظ مبتذلة عن المخدرات والنساء، لا تمت بأي صلة للأخلاق المصرية التي نشأنا عليها وكذلك تبعد المواطن المصري من أدائه لصلواته وتفسد صيامه». وشدد في نهاية بلاغه، على وقف المسلسل نهائياً أو تأجيل عرضه حفاظاً على حرمة الشهر الكريم، وقال بسخرية إن شركة الإنتاج صرفت أموالاً طائلة من أجل أن يرى المشاهد في رمضان أبطال العمل، وهم يرقصون ويغنون على ألحان يقال عنها إنها شعبية مصرية. وشهد التوقيت ذاته دعوى قضائية ضد المخرج محمد جمال العدل، لمنعه من عرض مسلسله الدرامي الجديد «الداعية» على شاشة رمضان. وأكد العدل أن الدعوى أقامتها ضده «جماعة الإخوان المسلمين»، إذ تدور الأحداث حول قصة حب تجمع بين داعية إسلامي شاب (هاني سلامة) وعازفة كمان في دار الأوبرا المصرية (بسمة). وكانت العبارات التي كتبها المخرج «الإخواني» عزالدين دويدار عبر صفحته على «فايسبوك» أثارت ردود فعل، خصوصاً أنه دعا لإرسال إنذار الى صناع مسلسل «الداعية» بسبب تناولهم شخصية محمد مرسي ومرشد «الإخوانط واتهم أسرة العمل بالاستعانة ببلطجية ومدمنين لحراستهم. وقال المخرج محمد جمال العدل إن دويدار غير ذي صفة للحديث عن العمل ولا يحمل سوى انتمائه ل «جماعة الإخوان المسلمين». في المقابل، أقامت أسرة الكاتب الراحل أحمد رشدي صالح دعوى قضائية ضد مسلسل «الزوجة الثانية»، بالاتكاء على إن صالح هو صاحب الرواية الاصلية لقصة «الزوجة الثانية» التي قُدمت في فيلم شهير في منتصف الستينات من بطولة سعاد حسني وشكري سرحان وصلاح منصور وسناء جميل، وإخراج صلاح أبو سيف، وتقرر تحويلها هذا العام إلى مسلسل يشارك في بطولته عمرو واكد وآيتن عامر وعلا غانم وعمرو عبدالجليل من إخراج خيري بشارة. وطالبت أسرة الكاتب الراحل بمنع عرض المسلسل عبر القنوات الفضائية كون صاحب الشركة المنتجة ممدوح شاهين لم يتعاقد معهم على شراء المسلسل ولم يحصل منهم على أي تنازلات عن حقوق عرضه أو إنتاجه كمسلسل تلفزيوني. كما تلقى الممثل نور الشريف مكالمة هاتفية من المصرف الذي يتعامل معه يخبره فيها أن حسابه المصرفي ليس تحت تصرفه وفقاً لقرار المحكمة، وذلك بعد حصول المنتج محمد شعبان (صاحب شركة - كينج توت) على حكم بتغريمه ستة ملايين ونصف المليون جنيه بسبب مخالفته شروط التعاقد المبرم بينهما حول مسلسل «بين الشوطين». وأكد شعبان في صحيفة دعواه أنه فوجئ برفض الشريف استكمال تصوير المسلسل، ثم ما لبث أن تعاقد على أكثر من عمل، آخرها مسلسله الجديد «خلف الله». وأوضح أنه سعى لإقناع الشريف باستكمال التصوير، لكنّه راح يماطل ويتهرب منه، على حد وصفه، ما أدى لتكبده خسائر مادية جسيمة، فلجأ إلى مركز التحكيم التجاري الدولي وقدم العقد المبرم بينهما ورأت المحكمة أن الشريف خالف التعاقد، فحكمت بأكثر من الشرط الجزائي وتم الحجز على أموال نور الشريف لدى أحد البنوك الأجنبية الكبرى في مصر. أما الشريف فعلّق على الدعوى مؤكداً أن القرار باطل لأنه لم يعرف بوجود أي دعوى مقامة ضده إلا من الصحف ومواقع الانترنت. مسلسل «بين الشوطين» من تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج عمر عبدالعزيز، وكان يشارك في بطولته معالي زايد ولطفي لبيب وسحر رامي، وتوقف التحضير له منذ 2011 بعد انشغال نور الشريف بمسلسله السابق «عرفة البحر»، وتوقع المنتج محمد شعبان أن يبدأ تصويره لدخول سباق رمضان هذا العام إلا أنه فوجئ بنور الشريف يصور مسلسلاً آخر هو «خلف الله». وكان أول مسلسل تقام دعاوى ضده هو مسلسل «مولد وصاحبه غايب» من بطولة هيفاء وهبي، إذ رفع كاتب السيناريو طارق بدوي دعوى ضد مؤلف المسلسل مصطفى محرم اتهمه فيها بسرقة القصة منه، وطالب بوقف التصوير أو عرض العمل. وأشار صاحب القضية إلى أنه اتفق مع هيفاء على تقديم شخصية «نوسة» قبل أن يستحوذ مصطفى محرم على حد وصفه على القصة. أما المحامي عبدالحميد شعلان فطالب بوقف عرض مجموعة من المسلسلات التي تتضمن مشاهد رقص مثل «دنيا آسيا» الذي تجسد فيه منى زكي شخصية راقصة، و «مزاج الخير» الذي تجسد فيه درة شخصية الراقصة «رمانة»، و «مولد وصاحبه غايب» الذي تقدم فيه هيفاء وهبي وفيفي عبده مجموعة من الرقصات.