تسبح في أجسامنا مركبات كيماوية غير مستقرة تعرف باسم الشوارد الحرة همها الأول والأخير البحث عن استقرارها، لكن الاستقرار هذا يتطلب مهاجمة خلايا الجسم، خصوصاً المادة الوراثية والأغشية الخلوية والمواد الدهنية والبروتينات وغيرها من الجزيئات الحيوية، ما يعرّضها للتلف ويشعل فتيل حزمة من الأمراض، مثل تصلب الشرايين، وأمراض ضعف البصر، وبعض أنواع السرطان، ومرض ألزهايمير، والشيخوخة المبكرة. لكن لحسن الحظ، هناك ما يسمى بمضادات الأكسدة التي تعمل جهدها في صد هجوم الجذور الحرة بالارتباط معها لمنعها من تحقيق مآربها المدمرة للخلايا الطبيعية. وتشمل مضادات الأكسدة طائفة واسعة من المواد، من بينها الفيتامينات الثلاثة الآتية: 1- الفيتامين أ، وهو يلعب دوراً جوهرياً في حماية الخلايا من هجمات الجذور الكيماوية الحرة، ويعمل على تنشيط دفاعات الجسم لمواجهة العدوى الميكروبية. كما يساعد في إصلاح وتجديد الخلايا التي تعرضت للضرر. وفي دراسة لباحثين أميركيين، تبين أن الفيتامين أ يحمي الجلد من خطر السرطان. وينتمي الفيتامين أ إلى مجموعة الفيتامينات التي تنحلّ في الدهن، ومن أهم وظائفه الحفاظ على صحة الخلايا، وهو مهم جداً للجلد والشعر والعين، ويعزز قوة الأسنان والعظام. ويمكن الحصول على الفيتامين أ من مصادر عدة أهمها: زيت كبد الحوت، كبد البقر، الهندباء البرية، كبد العجل، الجزر، السبانخ، البقدونس، الباقلاء، الجبنة الصفراء، البطيخ الأصفر، الزبدة، صفار البيض، المشمش والقنديف. 2- الفيتامين سي، وهو من أشهر الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، ويصنف من بين أهم مضادات الأكسدة، كما يملك الكثير من الخصائص، فهو يحافظ على الصحة العامة، ويقوي الأغشية الخلوية، ويعزز دفاعات الجسم في مواجهة الأمراض، خصوصاً نزلات البرد، كما يقي الإنسان من الأمراض القلبية الوعائية، ويحمي الخلايا من التدمير بفعل تأكسد الأوكسيجين داخلها. ويقوم الفيتامين سي بدور بالغ الأهمية هو أنه مضاد فعال ضد الموت الخلوي المبرمج. ويوجد الفيتامين سي في شكل رئيسي في الكيوي، والفراولة، والبرتقال، والليمون، والخضر الورقية الخضراء. يجب تناول الفيتامين سي يومياً، لأن الجسم لا يستطيع تكوينه، وهناك فئات تحتاج أكثر من غيرها لجرعات أكبر منه مثل الأطفال والحوامل والمرضعات والمدخنين ومرضى نقص المناعة. 3- الفيتامين ي، وهو من أكثر الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ويضم عدة مركبات من أهمها ألفا- توكوفيرول الذي يلعب دوراً محورياً في حماية الأغشية الخلوية من التلف التأكسدي وفي منع الكوليسترول من الالتصاق بجدران الشرايين. وإلى جانب هذا وذاك، فإن الفيتامين ي يحول دون أكسدة بعض العناصر الغذائية، خصوصاً الدهون والزيوت، ويقلل من عوارض الدورة الشهرية، ويحمي الجلد من أشعة الشمس، ويقي من بعض أنواع السرطان، خصوصاً سرطان الثدي، ويبعد خطر بعض الأمراض العصبية مثل باركنسون وألزهايمير. وإذا عرفنا أن الفيتامين المذكور يساهم كثيراً في زيادة العمر الافتراضي لخلايا الجسم، وفي درء شر بعض الأمراض، كتقليل الجلطات القلبية وتصلب الشرايين، ومنع التحورات الجينية، فإننا ندرك أهميته في دعم الصحة العامة. ويمكن الحصول على الفيتامين ي من زيت النخيل، وزيت الذرة، وزيت الفول السوداني، وزيت عباد الشمس، والمكسرات، وزيت الزيتون، والحبوب الكاملة، والفاصولياء، والخضار الورقية الخضراء، والرز الأسمر، والحليب، واللحوم، والبرسيم، والهندباء، والكتان. [email protected]