أعرب نائب رئيس الحكومة العراقية رئيس «جبهة الحوار» صالح المطلك عن خشيته من تزوير الانتخابات في محافظتي نينوى والأنبار، متهماً خصومه بان لديهم «مشروعاً واضحاً لتقسيم العراق»، فيما أبدت كتلة «متحدون»، بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي تفاؤلها بأن تكون الانتخابات الحالية أفضل من سابقتها. وتشهد هاتين المحافظتين صراعاً يكاد ينحصر بين كتلتي المطلك والنجيفي. وقال المطلك، في تصريح إلى «الحياة»، إن «الوضع الأمني في المحافظتين صعب جداً وربما سيكون هناك عزوف عن الاقتراع». وأعرب عن خشيته من عمليات تزوير، وأشار إلى «وجود استمارات فارغة لم يتم توقيعها». وأضاف: «قررنا في اجتماع مجلس الوزراء الأخير إعطاء عطلة رسمية للموظفين يوم الاقتراع الخميس (غداً)، لتشجيع الناس على الذهاب إلى صناديق الاقتراع». ودعا المواطنين إلى «عدم الخوف» ، مؤكداً أن إخافة الناخبين «محاولات تهدف إلى التزوير وتمارسها الجهات التي ترمي إلى تقسيم العراق والشحن الطائفي». واتهم جهات لم يسمها بأنها «مارست التزوير سابقاً وتحاول ممارسته الآن في هذه الانتخابات. وهي أطراف لديها مشروع واضح ينادي بتقسيم العراق إلى فيديراليات، وهذا ما نرفضه». واعتبر زعيم «جبهة الحوار» أن «المشاركة الواسعة للمتظاهرين فرصة لهم لتلبية مطالبهم، من خلال الاقتراع»، وأشار إلى أن حظوظ قائمته في محافظة نينوى «أكبر، شرط المشاركة الواسعة، ولدينا حظوظ جيدة أيضاً في الأنبار شرط المشاركة أيضاً». ويبلغ عدد المرشحين في محافظة نينوى 685 مرشحاً يتنافسون على 39 مقعداً فيما يبلغ عدد الناخبين مليوناً و800 ألف ناخب. وعدد الكيانات والائتلافات 18. وفي محافظة الأنبار يصوت حوالى 900 ألف ناخب لاختيار 30 عضواً وتم فتح 39 مركز اقتراع و99 محطة في مدن المحافظة. إلى ذلك، أقر ائتلاف «متحدون» بزعامة النجيفي، بصعوبة حصوله على الغالبية هذه المرة، كما حدث في انتخابات عام 2009، عندما حصد 19 مقعداً، ما مكَّنه من تشكيل الحكومة المحلية. وقال النائب عن القائمة رعد الدهلكي في اتصال مع «الحياة»، «في الموصل هناك جانب أمني غير مستقر ربما سيؤدي إلى عزوف المواطنين عن الاقتراع». وزاد: «هناك متظاهرون لم تنفذ مطالبهم بعد، ما يعكس ضبابية الصورة». وقال الدهلكي إن «الانتخابات تأتي في فترة هدوء وتقارب سياسي من شأنه إعطاء ثمرة للناخبين، لذلك نتوقع أن تكون هذه الانتخابات أكثر شفافية من سابقتها». وأشار إلى «أن لا فرق في النتائج بين الكتل ولكن هناك تنافس سياسي»، متوقعاً «تقارباً في النتائج وفق الواقع الاجتماعي، ولا يوجد غالب ومغلوب». وأضاف: «بالتأكيد هناك مخاوف من عمليات تزوير وخروقات لكنها لا ترتقي إلى مستوى المخاوف خلال الانتخابات الماضية، لذلك نأمل بأن تكون العمليات الأمنية على مسافة واحدة من الجميع» . وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مساء الإثنين انتهاءَ عمليةِ الاقتراعِ الخاص بمنتسبي الدفاع والداخلية والسجناء والمستشفيات في محافظتي نينوى والأنبار بانسيابيةٍ تامة من دون خروقاتٍ كبيرة. وأوضحت المفوضية أن التصويتَ الخاص شمل أكثرَ من خمسة وثلاثين ألف عسكري في الأنبار وواحداً وخمسين ألفاً في نينوى أدلوا بأصواتهم في كل المحافظات باستثناء محافظة أربيل، كما ذكرت أن عدد مراكز الاقتراع التي خصصتها للتصويت الخاص بلغت مئة وستة مراكز بواقع مئتين وستة وستين محطة اقتراع، مؤكدة استكمال الاستعدادات لعملية الاقتراع العام في 20 الجاري. من جهة أخرى، أكدت منظمة «شمس» لمراقبة الانتخابات تسجيلها خروقات في العملية الانتخابية لمنتسبي الأجهزة الأمنية أول من امس، راوحت بين اختفاء أسماء بعض المشاركين وعدم توافر السرية.