جدد الرئيس السوري بشار الأسد تمسكه بقيادة البلاد التي تشهد نزاعاً مستمراً من أكثر من عامين، معتبراً التنحي عن منصبه «خيانة وطنية»، وذلك في مقابلة مع صحيفة ألمانية نشرت كاملة امس. وقال الأسد في المقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر الغايمنه تسايتونغ»، «إذا كان قراري أن أترك في هذه الظروف فهي خيانة وطنية... ولكن عندما يكون قرار الشعب أن تتخلى عن منصبك فهذا موضوع آخر»، وذلك وفق النص الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا). أضاف: «كيف تعرف أن الشعب يريدك أن تترك منصبك... إما بالانتخابات أو الاستفتاء». ورفض الرئيس السوري منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة له قبل أكثر من عامين، التنحي عن منصبه، وهو مطلب أساسي للمعارضة السورية والعديد من الدول الداعمة لها. وشدد الأسد على أن «الرئيس لديه مهمة بحسب الدستور، ولديه فترة رئاسية تنتهي في العام 2014. عندما يكون البلد في أزمة تكون مهمات الرئيس أكبر وليست أقل، فمن الطبيعي ألا تترك البلد خلال الأزمة». وأقر الرئيس السوري بمشاركة عناصر من «حزب الله» اللبناني في المعارك إلى جانب القوات النظامية، مقللاً في الوقت نفسه من تأثير هؤلاء على سير المعارك الميدانية. وشدد على أنه «لا توجد كتائب له (لحزب الله). هم أرسلوا عدداً من المقاتلين على أطراف الحدود حيث يوجد إرهابيون في منطقة الحدود عند القصير، وساعدوا الجيش السوري في عملية التنظيف على الحدود اللبنانية». وسيطرت القوات النظامية في الخامس من حزيران (يونيو) الجاري على مدينة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص (وسط)، والقريبة من الحدود اللبنانية، بعدما كانت تحت سيطرة المقاتلين المعارضين لأكثر من عام. وسأل الأسد: «مهما أرسل حزب الله إلى سورية فكم يستطيع أن يرسل؟ بضع مئات؟ أنت تتحدث عن معركة يوجد فيها مئات آلاف الجنود من الجيش العربي السوري». وأضاف: «بضع مئات تؤثر في مكان... ولكن لا تستطيع أن تغير الموازين في سورية». واتهم الأسد دولاً داعمة للمعارضة بعرقلة عقد مؤتمر «جنيف 2»، وقال: «بكل الأحوال نحن مقبلون على مؤتمر جنيف (...) ولكن هناك عراقيل خارجية. تركيا، قطر، السعودية، فرنسا، وبريطانيا... هذه الدول بشكل أساسي لا ترغب في الحوار، بل في استمرار الاضطرابات... هذا هو السبب الذي جعل الحوار وإنجاز الحل السياسي يتأخر في سورية».