يتحدث الرئيس السوري بشار الاسد اليوم في مقابلة مع قناة "المنار" التابعة لحزب الله الحليف له، والذي يقاتل عناصر منه الى جانب القوات النظامية في داخل سوريا، بحسب ما افادت صفحة الرئاسة السورية على موقع "فيسبوك" امس. واشارت الصفحة الى ان الاسد يتحدث "الخميس 9:00 مساء بتوقيت دمشق (18:00 تغ) على قناة المنار اللبنانية، في حوار يبث بالتزامن على القنوات السورية الفضائية"، من دون تقديم تفاصيل اضافية. ويعود آخر ظهور للاسد على الاعلام الى 17 نيسان/ابريل الماضي، حين ادلى بحديث الى قناة "الاخبارية" السورية. ويشارك حزب الله الحليف للنظام السوري، في المعارك التي تدور داخل الاراضي السورية بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، وخصوصا في مدينة القصير الاستراتيجية وسط البلاد. واكد الامين العام للحزب حسن نصرالله السبت استمرار الحزب في هذه المشاركة، واعدا انصاره "بالنصر" في المعركة. وتثير مشاركة الحزب في الاشتباكات داخل سوريا جدلا واسعا في لبنان المنقسم بين مؤيدين لنظام الرئيس الاسد ومتعاطفين مع المعارضة. ميدانياً ارسل حزب الله اللبناني وقوات الحرس الجمهوري السوري تعزيزات الى مدينة القصير الاستراتيجية وسط سوريا، في محاولة للسيطرة على آخر معاقل المقاتلين المعارضين فيها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان "تعزيزات من حزب الله وقوات المهام الخاصة في الحرس الجمهوري السوري ارسلت الى القصير"، موضحا ان هذه القوات، كما عناصر الحزب الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، مدربة على خوض حرب الشوارع. واشار الى ان "الاستعدادات تظهر انهم يحضرون عملية على نطاق واسع". وكان مصدر مقرب من الحزب افاد السبت ان عناصره والقوات السورية باتوا يسيطرون على 80 بالمئة من المدينة الاستراتيجية الواقعة في محافظة حمص (وسط). وصباح امس، افاد المرصد عن "تعرض مدينة القصير للقصف بالطيران الحربي الذي نفذ ما لا يقل عن خمس غارات جوية". واوضح عبدالرحمن ان "الغارات تركزت على شمال المدينة وغربها" حيث يتحصن المقاتلون المعارضون. واضاف "رغم القوة النارية (للقوات النظامية وحزب الله)، يبدي المقاتلون مقاومة شرسة". واشار عبدالرحمن الى ان "مقاتلين لبنانيين سنة" يشاركون في المعارك الى جانب مقاتلي المعارضة السورية، معتبرا ان ما يجري في المدينة "يأخذ طابعا مذهبيا اكثر فأكثر". وينتمي الرئيس الاسد الى الاقلية العلوية التي تشكل قرابة 10 بالمئة من عدد سكان سوريا، في حين يشكل السنة غالبية السكان والمؤيدين للمعارضة. وتعد مدينة القصير نقطة استراتيجية في وسط سوريا لكونها صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل السوري، واحد آخر معاقل المعارضين في حمص، وتقع على مقربة من الحدود اللبنانية. ورأى عبدالرحمن انه "في حال سقوط القصير في يد النظام، فهذا سيشكل ضربة قاسية للمقاتلين المعارضين لان الحدود اللبنانية التي يستخدمونها لتمرير السلاح، ستصبح مغلقة في وجههم". واضاف "لو لم تكن القصير استراتيجية، لما كان المقاتلون استماتوا في الدفاع عنها، ولما كان النظام وحزب الله دفعا بكل ثقلهما للسيطرة عليها". وشدد على ان "سقوط القصير يعني ايضا ضربة قوية لمعنويات المقاتلين المعارضين" الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر لاكثر من عامين. وامس، افاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بالقرب من مدينة النبك (في محيط دمشق) بين الكتائب المقاتلة ورتل من القوات النظامية، مدعوماً بالدبابات والعربات المدرعات والجنود، كان متوجهاً إلى مدينة القصير". في غضون ذلك، افاد المرصد عن "استشهاد اربعة مواطنين اثر قصف بصواريخ غراد على حي عكرمة الذي يقطنه مواطنون من الطائفة العلوية". واشار المرصد الى انها المرة الاولى يستهدف الحي بصواريخ من هذا النوع، وان الضحايا هم طفل وثلاثة طلاب جامعيين. واضاف ان طالبا علويا من الحي نفسه قتل "بعد ايام من اعتقاله على يد عناصر من المخابرات".