رويترز - أظهر صانع ألعاب المنتخب الإيطالي أندريا بيرلو للجماهير البرازيلية بعض اللمحات التي افتقدها منتخب السامبا، وذلك بعدما توج بيرلو احتفاله بخوض مباراته الدولية ال100 بقيادة بلاده للفوز بهدفين في مقابل هدف على المكسيك في كأس القارات أول من أمس (الأحد). وتوحدت جماهير ملعب ماراكانا التي يصعب إمتاعها على إبداء الإعجاب بصانع اللعب الإيطالي المخضرم البالغ من العمر (34 عاماً) الذي عانى منتخب السامبا في إنتاج لاعب مثله، وربما يكون قد عجز عن تحقيق هذا الأمر. ودور بيرلو كصانع لعب متأخر من الأمور الغريبة على جماهير كرة القدم في البرازيل التي تتوقع دائماً من أي لاعب وسط يقف أمام خط الظهر أن يلعب دوراً دفاعياً بحتاً. ومعظم الفرق البرازيلية ومن بينها المنتخب الوطني، تدفع بثنائي وسط دفاعي أمام رباعي خط الظهر، وتكون مهمتهما الوحيدة هي إبعاد الخطر وإجهاض هجمات الفرق المنافسة بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة. والأخطاء الفنية مثل جذب القميص أو الضرب من دون كرة تعد من الأشياء المقبولة عند هذا الثنائي، بينما التقدم إلى الأمام ومساعدة خط الهجوم يعد من المحرمات. وفي كأس العالم 2010، استغل المدرب دونغا القوة الهائلة لغيلبرتو سيلفا وفيليبي ميلو في مركز الوسط المدافع، ليوفر حماية كبيرة في خط الظهر، لكن هذا الأمر حجّم من القدرات الهجومية للبرازيل، وترك معظم العبء يقع على عاتق كاكا الذي لعب بنصف لياقته. لكن مانو منيزيس الذي تولى المسؤولية بعد البطولة، تبنى نهجاً أكثر مغامرة، وشجع كل لاعبي خط الوسط على شنّ الهجمات، لكن حينما أقيل من منصبه، وحلّ مكانه لويس فيليبي سكولاري في تشرين الثاني (نوفمبر)، عاد الفريق سريعاً إلى أسلوبه القديم. وقال سكولاري فور توليه المسؤولية: «لا أؤيد انطلاق كل لاعبي خط الوسط المدافع إلى الأمام في كل كرة ومحاولة تسجيل أهداف». وتابع: «الأمر الأهم الذي يتعين علينا أن نفعله هو أن نحمي مرمانا من الأهداف». وأضاف: «لا أرغب في أن يجد قلبا الدفاع في فريقي نفسيهما في موقف رجل لرجل مع مهاجمي الفرق المنافسة، لن أسمح بحدوث هذا الأمر». ويعتقد خبراء برازيليون أن لاعب وسط تشيلسي راميريز استبعد من التشكيلة المشاركة في كأس القارات، لرغبته المستمرة في التقدم إلى الأمام. بينما تم الاحتفاظ بلاعب لاتسيو هرنانيس على مقعد البدلاء للسبب ذاته. وأوضح سكولاري بعد التعادل (2-2) في مباراة ودية أمام إنكلترا في بداية حزيران (يونيو)، أنه لم يكن سعيداً بأداء فريقه، بعدما أخرج هرنانيس بين الشوطين، على رغم أنه هيأ الهدف الأول للبرازيل. وسيكون من الرائع أن نعرف وجهة نظر سكولاري في بيرلو وإيطاليا التي كان لاعبها دانييلي دي روسي الوحيد في خط وسطها المؤلف من خمسة لاعبين الذي يمكن اعتباره من المتخصصين في المهمات الدفاعية. وانكشف دفاع إيطاليا أمام هجمات المكسيك في مباراة الأحد، لكن منتخب الأزوري عوّض الأمر بفرص كبيرة عدة، لاحت أمامه.