تحول متحف «غران باليه» الباريسي العريق ذو القبة الزجاجية الفاخرة والشهيرة، إلى ساحة إستعراضية لمدة أسبوع واحد إستناداً إلى التعاون بين إدارة المكان ومؤسسة MK2 السينمائية التي تملك 60 قاعة عرض في العاصمة الفرنسية، إضافة إلى نشاطها في الإنتاج والتوزيع. وقد رغبت المؤسسة المذكورة في صنع الحدث عن طريق تحويل أحد أهم متاحف باريس وفي شكل موقت، إلى ساحة تقدم فيها العروض السينمائية أسوة بالغنائية الراقصة وبفقرات تخص السيرك والألعاب السحرية، وتضم أيضاً مطعماً ينقسم إلى جزءين: أولهما من النوع الراقي المكلف جداً ويتولى إدارته أحد أكبر «شيفات» فرنسا، وثانيهما على الطراز الشعبي يبيع الهامبرغر والكباب. والطريف في ما يخص الفكرة بأكملها هو الدمج بين كل هذه النشاطات في مقر موحد، علماً أن مشاهدة الأفلام مثلاً تتم في سيارات صغيرة على طريقة «درايف إين» الأميركية حيث يأتي المرء بسيارته ويشاهد الفيلم من دون أن يغادرها. وفي متحف «غران باليه» لا يتسنى للمتفرج الدخول إلى الساحة في سيارته الشخصية، بل في إحدى السيارات الموضوعة أساساً في مواجهة الشاشة، بينما تدور الإستعراضات في قسم آخر من المتحف فيما يفصل المطعم بجزءيه بين القاعتين، السينمائية والإستعراضية. وفي ختام السهرة إذا أراد الزائر أن يتخيل نفسه في قلب نادي «ديسكو» فليس عليه سوى أن يعبر الباب الصغير الذي يؤدي من المطعم إلى المكان الذي جهّز لهذا الغرض تحت إشراف «دي جي» مخضرم. أما الأفلام المعروضة فتتنوّع بين حديثة معروضة في صالات السينما التقليدية، وكلاسيكية قديمة من النوع الذي دخل تاريخ الفن السابع، وثم مجموعة من الأفلام التي لم تنزل إلى الأسواق بعد والمطروحة هنا تحت شعار «حفلة إفتتاحية». باع متحف «غران باليه» ما لا يقل عن 20 ألف تذكرة مخصصة للأيام السبعة للحدث، في غضون ساعة واحدة، الأمر الذي دفع إدارة مؤسسة MK2 إلى التخطيط لإقامة أحداث مماثلة في متحف «قصر طوكيو» الكبير وفي مقر المكتبة الوطنية في باريس.