التقى البابا فرنسيس في الفاتيكان أمس، رئيس أساقفة كانتربوري، جاستين ويلبي، الرئيس الروحي للكنيسة الأنغليكانية. وأعرب البابا عن امتنانه «لجهود كنيسة إنكلترا في فهم الأسباب التي دفعت سلفي البابا بندكتوس السادس عشر إلى وضع هيكلية لاهوتية تستطيع الاستجابة لمطالب مجموعات الأنغليكان الذين يطلبون أن ينضموا إلى الكنيسة الكاثوليكية»، في إشارة إلى الهيئة الخاصة لاستقبال رعايا الكنيسة الإنغليكانية الراغبين في التحول إلى الكاثوليكية التي أنشئت في تشرين الأول (أكتوبر) 2009. وتسمح هذه الهيئة للأنغليكان بأن يصبحوا كاثوليك مع الاحتفاظ ببعض تقاليدهم وممارساتهم، وتأتي رداً على المطالبات الكثيرة من أنغليكان محافظين معترضين على بعض قرارات كنيستهم مثل تعيين نساء قساوسة. وقال البابا: «أنا على ثقة بأن هذا سيسمح للعالم الكاثوليكي بأن يحسّن معرفته بالتقاليد الروحية واللاهوتية والرعوية التي تصنع الإرث الأنغليكاني». وكان قرار الفاتيكان استقبال الأنغليكان المغادرين لكنيستهم من دون مشاورات مع كانتربري، أثار انتقادات واسعة، إلاّ أن الفاتيكان أصرّ على أنه لا يستطيع صم أذنيه «على النداءات المتكررة والملحة» للأنغليكان الذين خاب أملهم من كنيستهم التي ترفع نساء إلى رتبة الكهنوت أو تبارك زواج مثليي الجنس. والتقى البابا السابق في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009، بعد شهر من إنشاء الهيئة مع كبير أساقفة كانتربري روان ويليامز في محاولة لامتصاص الغضب الذي أثاره قرار الفاتيكان. وتعتبر الكنيسة الأنغليكانية ثالث أكبر كنيسة مسيحية بعد الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية. يذكر أن فرنسيس انتخب بابا في 19 آذار (مارس) الماضي قبل يومين من تسلّم ويلبي رئاسة كنيسة إنكلترا. واعتبر الخلاف بين الكنيستين، الأخطر منذ انفصالهما قبل نحو 500 سنة في عام 1534.