لندن - ا ف ب - شددت الكنيسة الكاثوليكية والحكومة البريطانية الاثنين على الطابع "التاريخي" لزيارة الدولة التي سيقوم بها البابا بنديكتوس السادس عشر في ايلول/سبتمبر الى بريطانيا, وبررتا كلفة هذه الزيارة التي تشكل سابقة بعد خمسة قرون على قطيعة الملك هنري الثامن مع روما. وكشفت تفاصيل عن الزيارة المقررة من 16 الى 19 ايلول/سبتمبر في الفاتيكان ولندن في آن. وقال اللورد باتن الذي كلفه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تنظيم زيارة البابا خلال مؤتمر صحافي "ان الحكومة مصممة على انجاح هذه الزيارة". وانتقدت وسائل الاعلام البريطانية مرارا هذه الزيارة خصوصا بسبب النفقات التي ستفرضها في فترة تقشف. وستخصص بريطانيا لهذه الزيارة 10 الى 12 مليون جنيه استرليني (12 الى 14.5 مليون يورو) اضافة الى نفقات قوات الامن والشرطة التي لم تحدد بحسب باتن. وقال المفوض الاوروبي السابق وآخر حاكم بريطاني لهونغ كونغ, الكاثوليكي في بلد غالبيته من الانغليكان, ان كلفة هذه الزيارة التي تستمر اربعة ايام ستتجاوز تكاليف القمة الاخيرة لمجموعة العشرين في تورونتو التي دامت يوما واحدا. وقال الاسقف فينسنت نيكولز رئيس مؤتمر اساقفة انكلترا وويلز وهو احد منظمي المؤتمر الصحافي, انه جمع حوالى خمسة ملايين جنيه (ستة ملايين يورو) اربعة اخماسها من هبات خاصة لدفع تكاليف هذه الزيارة "التاريخية" التي تثير "حماسة" البابا. وردا على اسئلة الصحافيين, استبعد المونسنيور نيكولز ان يقدم البابا خلال زيارته اعتذارات جديدة في اطار فضائح تحرش رجال دين بقاصرين في دول عدة. ودانت الكنيسة الانغليكانية "هذه التجاوزات وانتقدت" بطء صدور رد فعل عن الفاتيكان. وقال "لا اعتقد اننا سنمضي وقتنا في اخماد الحريق". واضاف "بريطانيا ليست بلجيكا ولا ايرلندا ولا الولاياتالمتحدة". وتابع "كما انه لا يجب على احد ان يمارس ضغوطا على البابا ليلتقي ضحايا عمليات التحرش لاعطاء انطباع جيد". وستستقبل الملكة اليزابيث الثانية رئيسة الكنيسة الانغليكانية البابا في 16 ايلول/سبتمبر في قصرها الاسكتلندي في هوليرودهاوس بادنبرة. وسيقيم البابا قداسا في غلاسكو بحسب الاب فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان في بيان. وفي لندن سيلتقي البابا "ممثلين عن الاوساط السياسية والثقافية والاقتصادية" في وستمنستر هول. وسيراس البابا في برمنغهام حفل تطويب الكاردينال جون هنري نيومن اللاهوتي في القرن ال19 الذي اعتنق الكاثوليكية. وكان البابا يوحنا بولس الثاني اول بابا يزور بريطانيا في 1982 منذ قطيعة الملك هنري الثامن مع روما والكاثوليكية في 1534 وتأسيس الكنيسة الانغليكانية. وكانت هذه الزيارة الرعوية التي هي اقل اهمية من زيارة الدولة, لاقت اصداء ايجابية في بلد يعد 4.2 ملايين كاثوليكي من اصل 61 مليون نسمة.