شهدت الساعات الأخيرة من حملات انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة اليوم، مهرجانات ضخمة في طهران، على أنغام الموسيقى وأناشيد وطنية بُثِّت في مراكز انتخابية للمرشحين، خصوصاً محمد باقر قاليباف وحسن روحاني ومحسن رضائي، ما أعاد إلى الأذهان المناخ الذي رافق رئاسة محمد خاتمي، إذ سهرت العاصمة الإيرانية حتى فجر الخميس. وكان لافتاً في كل الحملات والمراكز الانتخابية، مشاركة واسعة للمرأة إلى جانب الرجل، سواء في التنظيم أم في توزيع صور وملصقات وبرامج المرشحين، ما يوحي برغبتها في الانخراط في النشاطات السياسية، على رغم أن القانون الإيراني يمنع ترشح المرأة للرئاسة. «الحياة» جالت في مراكز انتخابية، والتقت فتاة مؤيدة لروحاني، اعتبرت أن مجرد نيله مساندة خاتمي، يكفي لتعمل حتى الصباح في حض الناخبين على التصويت له. وانتشر مئات من الشباب والشابات على طرفي شارع «كريم خان زند» الذي يتوسط العاصمة، وحيث المركز الرئيس للحملة الانتخابية لروحاني، لتشجيع المارة على الاقتراع له. وحين كان شباب يستمعون في سيارتهم إلى أغنية «غانغام ستايل» للمغني الكوري الجنوبي «ساي»، قال لهم مؤيد لروحاني إن الأخير يعشق هذه الموسيقى! ورفع أنصار روحاني اللون البنفسجي الذي يحوي مفتاحاً، وهو رمز حملته الانتخابية، دلالة على عزمه معالجة المشكلات التي يعاني منها المواطن الإيراني، من خلال مفتاح «التدبير والأمل». واحتل أنصار للمرشح محسن رضائي، ساحة «ولي العصر»، الأهم في طهران، وهم يضعون عصائب زرق، في إشارة إلى اللون الذي اعتمدته الحملة الانتخابية لسكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، وانشغلوا بتوزيع صوره، فيما وقف عشرات من الشباب والشابات يناقشون المارّة في أسباب تأييدهم إياه. وخلال دخولنا مركزاً تابعاً لرضائي، في شارع فاطمي، استقبلتنا فتيات وهنّ يضعن على رؤوسهن ربطة زرقاء، فيما وضعت أخريات شريطاً أو عصبة زرقاوين. وعندما عرفن أننا من «الحياة»، شرعن يشرحن السياسة الخارجية لرضائي، وتحديداً مع الدول العربية، والتي تدعو إلى افضل العلاقات بين الجانبين، بما يخدم مصالحهما. أما ساحة «ونك» الرئيسة في شمال العاصمة، فشهدت حضوراً لأنصار قاليباف، واضعين عصائب سوداً، في إشارة إلى اللون الذي اتخذته الحملة الانتخابية لرئيس بلدية طهران، رمزاً لها. ورفعوا لافتات وَرَدَ فيها أن يوم 14 خرداد، أي يوم الاقتراع، سيشكّل «نهاية للكذب والدجل»، في إشارة إلى انتهاء ولاية الرئيس محمود أحمدي نجاد. وفي المركز الانتخابي لقاليباف، في شارع الشهيد مطهري، وضع الشباب عصائب سوداً، وجلسوا بين شعارات أبرزها «نهاية الكذب» و «يوم الصدق». أما مؤيدو المرشح سعيد جليلي فحجزوا شارع «انقلاب» (الثورة) الذي يُعتبر من الشوارع الرئيسة ويربط غرب طهران بشرقها. والنساء والفتيات المنخرطات ف ي حملة جليلي، يختلفن عن «نظيراتهن» في حملات المرشحين الآخرين، إذ يرتدين التشادور الذي يميّز المرأة الإيرانية المحافظة، فيما برز الشباب بذقونهم وقمصانهم خارج سراويلهم، وهذا زي يرتديه عادة الثوريون والمتدينون في إيران. وخلت العاصمة تقريباً من أنصار المرشحَين علي اكبر ولايتي ومحمد غرضي، ونشاطهم الانتخابي، مقارنة بسائر المرشحين. اللون الأخضر الذي يرمز إلى الحركة الخضراء، اختفى من الشارع، في إشارة إلى أن الشبان لا يريدون العودة إلى وراء، متطلعين إلى حالة جديدة في النشاط السياسي.