في خضم الأزمة التي تعصف بقبرص، يتوافد السياح إلى الجزيرة، لكنهم لا يسرفون في الإنفاق، ومن المستبعد تالياً أن ينتشل هذا القطاع الرئيس البلاد من براثن الأزمة. ويستلقي عشرات السياح على الشاطئ مستفيدين من أشعة الشمس الحارقة والمياه الصافية، بعيداً من أجواء أزمة المال التي أرغمت البلاد على اعتماد خطة تقشف بشروط صارمة جداً. ويقول جون، وهو مستشار بريطاني في ال 55 من العمر أثرت فيه مشاهد الطوابير الممتدة أمام الصرافات الآلية عندما اضطرت المصارف إلى الإقفال طوال 12 يوماً: «أتيت مرات إلى هنا ولم تغير الأزمة شيئاً بالنسبة إلي، وجل ما قمت به هو جلب مزيد من السيولة». ولم تألُ الحكومة جهداً لتضمن تسيير رحلات شركة «الخطوط الجوية القبرصية» حتى نهاية الصيف على رغم الخسائر الفادحة التي تتكبدها الشركة. ويفيد جورج نيكولاو (48 سنة) الذي يملك فندقاً عائلياً ويديره في لارنكا بأن نصف الغرف محجوز خلال حزيران (يونيو)، مضيفاً: «لافت أن هذا الموسم بدأ في شكل أفضل من الموسم الماضي». لكن المطعم في فندقه ما عاد يلقى الإقبال المرجو، «فالزبائن يخففون من نفقاتهم»، على حد قوله. وتؤكد إليني إونانو من شرفة مطعمها الواقع في مرفأ بافوس تصريحات نيكولاو، موضحة أن السياح باتوا يفضلون السندويشات أو العروض الكاملة التي تؤمّنها الفنادق، وهم لا يقصدون المطاعم إلا لأكل الحلويات أو ارتشاف القهوة. وكان مطعمها يستقبل 300 زبون يومياً خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. ولم يقصده إلا 150 زبوناً هذا الأسبوع تراوحت نفقاتهم بين 15 و 25 يورو. وتقول: «حتى الزبائن المحليين ما عادوا ينفقون».