بعد خمسة أعوام على توليه سدانة الكعبة المشرفة، انتقل عبدالقادر الشيبي فجر أمس، إلى رحمة الله عن عمر يناهز 76 عاماً، بعد أن ساءت حالته الصحية في شكل كبير، إذ وصف الأطباء حالته بالميؤوس منها، وتم نزع جميع الأجهزة عنه. وأوضح شقيق السادن عبدالملك الشيبي ل «الحياة» أن شقيقه توفي بمستشفى الحرس الوطني في جدة، بعد أن ساءت حالته الصحية في شكل كبير، خصوصاً خلال الأيام الأربعة الأخيرة التي سبقت وفاته، وتم نقله إلى منزله في مكةالمكرمة بحي العوالي، وغسله ودفنه بعد صلاة عصر أمس. وبيّن أن السدانة ستنتقل الآن وبعد وفاة سادن الكعبة عبدالقادر الشيبي إلى الدكتور صالح زين العابدين الشيبي، باعتباره أكبر السدنة سناً، مضيفاً: « سيكون نائب السادن الجديد هو حسين طه الشيبي، شقيق السادن المتوفى، وذلك باعتباره هو الأكبر سناً بعد السادن الجديد الدكتور صالح الشيبي»، مفيداً بأن مراسم انتقال السدانة ستتم ثالث أيام العزاء في منزل السادن المتوفى، إذ سيسلم ذوو السادن المتوفى عبدالقادر الشيبي مفتاح الكعبة، ومفتاح حجر إسماعيل. وقال: «إن سادن الكعبة الجديد الدكتور صالح الشيبي سيرفع برقية إلى الديوان الملكي، يوضح من خلالها توليه سدانة الكعبة، بعد وفاة السادن عبدالقادر الشيبي ويطلب التوجيه والمباركة». وكان سادن الكعبة عبدالقادر الشيبي المولود في مكةالمكرمة عاصر الدولة السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز، إذ كان وقتها طفلاً، وعاصر خمسة سدنة من بينهم والده طه الشيبي، وتولى السدانة مطلع 1430ه، بعد وفاة عمه عبدالعزيز. ترعرع الصبي في العاصمة المقدسة أرض الطهر والنقاء، التي ولد فيها سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، من أم كانت هي الزوجة الأولى لوالده، وكان هو الابن الثاني للسادن طه الشيبي (ترتيبه بين إخوته)، عاش طفولته ومراحل حياته الدراسية تحت سماء الطائف، وبعد أن وصل إلى الصف الأول الثانوي انتقل إلى جدة ليلتحق بمعهد الخطوط السعودية، قسم الشؤون التجارية ليستمر في العمل هناك على مدى 35 عاماً قضاها ما بين جدةوالطائف، وكانت آخر محطاته مع الخطوط السعودية مديراً لمطار منطقة الجوف، ليتقاعد بعدها متنقلاً ما بين جدةومكةالمكرمة. تزوج كبير السدنة من سبع نساء ثلاث منهن على عصمته حالياً، وله 17 من الأبناء، كانت أولى بناته «مشاعل» التي ولدت عندما كان عمره لا يتجاوز 21 عاماً، تلاها ب 10 من البنات وستة من الصبيان أكبرهم عبدالله من زوجته الثانية. وعلى رغم مكانته الدينية الكبيرة التي يتمتع بها كبير السدنة وحاجب بيت الله العتيق عبدالقادر الشيبي، إلا أنه وفي حياته اليومية لم يكن يمتلك أي نوع من الامتيازات الدنيوية، بيد أنه كان يعتد كثيراً وعائلته بامتيازه «الرباني». وكان قد أشار الشيبي في حديث سابق له مع «الحياة» إلى أنه يعيش كأي مواطن سعودي عادي، لا يمتلك حتى جواز سفر ديبلوماسي، ولا يهتم بالمظاهر الدنيوية التي ربما باتت تعتبر من الأساسيات وليس الكماليات، خصوصاً لدى الشخصيات المعروفة، والتي تحظى بمكانة اجتماعية ودينية كبيرة. وقال إنه يستخدم في تحركاته مركبتين، إحداهما من نوع «مرسيدس بنز موديل 93» والأخرى «كابريس موديل 78»، ووصف هواياته بالقول «ليس لدي أي ميول رياضية، لا أميل على القراءة بقدر حبي للاستماع إلى التاريخ والقصص القديمة من أفواه العارفين بها، وأهتم بمتابعة بعض البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تزخر بالمعلومات بمختلف أنواعها، خصوصاً التاريخية والدينية منها». وحول زياراته الخارجية كان أشار كبير السدنة إلى أنه حظي بالكثير من الاهتمام والمحبة من كبار مسؤولي ووزراء وتجار عدد من الدول الإسلامية كباكستان، بروناي، الهند، وغيرها من الدول، إذ كانت تتم دعوته غالباً في شكل ودي، وذلك لزيارتهم للاحتفاء به وتكريمه.