على رغم التجاعيد التي تكسو وجهه «السبعيني»، إلا أنها لا تخفي وقاراً وهيبة مستمدين من مكانته لدى المسلمين في مغارب الأرض ومشارقها، فارتباط «كبير السدنة» عبدالقادر الشيبي وعائلته «بني شيبة» بأطهر بقاع الأرض، جاء مقترناً بتشريع سماوي صريح، لا يقبل الجدال ولا النقاش، ورغم ذلك يزيد تواضعه من علو مكانته كحاجب لبيت الله الحرام. عاصر عبدالقادر الشيبي، الذي ولد في مكةالمكرمة، الدولة السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز إذ كان وقتها طفلاً، وعاصر خمسة سدنة من بينهم والده، وتولى السدانة مطلع 1430ه، بعد وفاة عمه عبدالعزيز. ترعرع الصبي في العاصمة المقدسة أرض الطهر والنقاء، التي ولد فيها سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، لأم سورية، كانت هي الزوجة الأولى لوالده، وكان هو الابن الثاني للسادن طه الشيبي (ترتيبه بين إخوته)، عاش طفولته ومراحل حياته الدراسية تحت سماء الطائف الصافية وغديرها الرقراق وسدودها العالية، وبعد أن وصل إلى الصف الأول الثانوي، انتقل إلى جدة ليلتحق بمعهد الخطوط السعودية، قسم الشؤون التجارية، ليستمر في العمل هناك على مدى 35 عاماً قضاها ما بين جدةوالطائف، وكانت آخر محطاته مع الخطوط السعودية مديراً لمطار منطقة الجوف، ليتقاعد بعدها متنقلاً ما بين مدينة جدةومكةالمكرمة. تزوج كبير السدنة من سبع نساء، ثلاث منهن على عصمته حالياً، وله 17 من الأبناء، كانت أولى بناته «مشاعل» التي ولدت عندما كان وعمره لا يتجاوز 21 سنة، تلاها ب 10 من البنات وستة من الصبيان أكبرهم ابنه عبدالله من زوجته الثانية. وعلى رغم المكانة الدينية الكبيرة التي يتمتع بها كبير السدنة وحاجب بيت الله العتيق عبدالقادر شيبي، إلا أنه وفي حياته اليومية لا يمتلك أي نوع من الامتيازات الدنيوية، بيد أنه يعتد كثيراً وعائلته بامتيازه «الرباني». يشير الشيبي إلى أنه يعيش كأي مواطن سعودي عادي، لا يمتلك حتى جواز سفر دبلوماسي، ولا يهتم بالمظاهر الدنيوية التي لربما باتت تعتبر من الأساسيات وليس الكماليات خصوصاً لدى الشخصيات المعروفة، والتي تحظى بمكانة اجتماعية ودينية كبيرة. ويقول إنه يستخدم في تحركاته مركبتين، إحداهما من نوع «مرسيدس بنز موديل 93»، والأخرى «كابريس موديل 78»، وصف هواياته بالقول «ليس لدي أي ميول رياضية، لا أميل إلى القراءة بقدر حبي للاستماع للتاريخ والقصص القديمة من أفواه العارفين بها، وأهتم بمتابعة بعض البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تزخر بالمعلومات بمختلف أنواعها خصوصاً التاريخية والدينية منها». وحول زياراته الخارجية، يشير كبير السدنة إلى أنه حظي بالكثير من الاهتمام والمحبة من كبار مسؤولي ووزراء وتجار عدد من الدول الإسلامية كالباكستان، بروناي، الهند وغيرها من الدول، إذ كانت تتم دعوته غالباً بشكل ودي، وذلك لزيارتهم للاحتفاء به وتكريمه.