تتميز هيئة الاتصالات بأنها إذا نامت فمن الصعب جداً إيقاظها، وإذا استيقظت فلا تحب أن يقول لها أحد نامي، وأنها إذا تحدثت أزعجت، وإن قلنا أثمري أو اسكتي غضبت، ويعجبني فيها أكثر أنها تعود للخلف فيما مثيلاتها يذهبن للأمام، وتعشق أغنيات الحظر والمنع والإيقاف، لكنها لم تتعلم بعد مفردات الحل والتوازن والاحتواء، العالم يفكر ويبدع ويبتكر وهي أيضاً تفكر وتبدع وتبتكر، إنما بطريقة لا يتقنها إلا هي وحدها، وتعلن بعينها القوية حرصها على الاشتراطات والمتطلبات والأنظمة في المملكة، وكأن ما وصلنا من خدمات وتطبيقات كان ثمرة الأسابيع الفائتة ولم يكن بين الأيدي منذ مدة ليست بالقصيرة، ولعلها من تبعات حالة النوم السنوية لهيئة الاتصالات. وقفت الهيئة كأحسن المتفرجين والمستخدمين للبرامج والتطبيقات التي توقفها الهيئة حالياً أو تنوي منعها في المقبل من الأيام، ولا أعلم من الذي أفهمها أن المنع خير وسيلة للحماية، وغمزها بضرورة استحضار الهاجس الأمني لكونه خطاً سعودياً أحمر نختلف من قبله إنما نتفق عليه، وليت أن الهيئة تنصت لسؤالنا البريء والمشروع الذي يقول: أين كانت السيدة هيئة الاتصالات عند دخول هذه التطبيقات واقتحامها العقول المحلية ووصول بعضنا معها لما يشبه حالة الإدمان؟ وهل كان حينها الهاجس الأمني والخوف مما وراء هذه البرامج والتطبيقات موجوداً بكامل عدته وعتاده؟ هيئة الاتصالات ترقص من وراء الصف كما يقول المثل الجنوبي الشهير، وتريد أن تَفْعَل شيئاً لتقنعنا وتخبرنا بعد كسل رهيب أنها «أم» القرارات، وراعية السبق في تقديم الحلول السريعة المسلوقة، متناسية أن الاتصالات وتطبيقاتها الحديثة تفد يومياً وتدهش وتغري، وخط الدفاع القديم الموجود لدى هيئة الاتصالات مكون من ظهير يمنع، وظهير آخر يوقف، وقلبي دفاع عاجزين عن تحمل هجوم الاتصالات الحديثة والتسارع اليومي في تقنياتها، فتارة يتركان الباب مشرعاً، وتارة تأخذهما الحماسة للبقاء بالصوت أو مساندة ظهيري المنع والإيقاف. هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات آخر من يعلم عن الاتصالات وثورة المعلومات، اسمها مغرٍ وكبير، لكن فعلها مخجل، وحضورها صغير لا يتجاوز إطار البيانات المرتبكة والأقوال المتناقضة مع ما تقدمه السوق الإلكترونية، الحجب والإيقاف من حيل العاجز للهيئة الغائبة عن الواقع والمتوقع، والخجولة والمُحْرَجة أمام شركات الاتصالات، فهيئتنا تقول لها سراً «بالأقوال.. لن نرحمكم، وبالأفعال فلا عليكم منا»، جرأة هيئة الاتصالات منحصرة على المواطن الذي تصر بقراراتها أنه يسرق من جيبها، ومبرراتها لإيقاف التجوال الدولي ومن ثم تطبيق «الفايبر» متشنجة ومبهمة وغير واضحة، ليتها تعلمنا ما دورها؟ وماذا يمكن أن تقدمه للمواطن من خدمات كي نتعرف على عقليتها أكثر، ونتفق بعد ذلك على لعبتي الحجب والإيقاف، وهل نطالب بتحديث الكراسي والعقول أم إيقاف الخدمات والتطبيقات. alialqassmi@hotmail @alialqassmi