في وقت أعربت إيطاليا عن قلقها للأوضاع الأمنية في ليبيا بعد ساعات من انفجار قنبلة في سيارة تابعة للسفارة الإيطالية في طرابلس، دعا علي زيدان رئيس الحكومة الليبية الذي يزور تونس «النازحين» الليبيين في هذا البلد إلى العودة إلى بلادهم متعهداً «تسوية أمورهم». ونقلت «فرانس برس» عن زيدان قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي علي العريض: «أشكر تونس على استضافتها النازحين الليبيين (...) الذين اضطرتهم الظروف الراهنة للبقاء (في تونس)، وأود أن أعبّر لهم من هنا عن نية الحكومة الليبية الصادقة في تسوية أمورهم ومعالجتها، لأن الوطن هو الحضن الدافئ للجميع». وتشير تقارير إلى أن نحو 560 ألف ليبي فضلوا البقاء في تونس منذ الثورة التي أطاحت حكم معمر القذافي عام 2011. وقال زيدان إن «الدولة الليبية الجديدة ستستوعب جميع أبنائها. لا شك في أن للثورة استحقاقات جديدة وإكراهات جديدة لكن المواطن سيظل رأسمال الوطن». وتابع: «أؤكد لهؤلاء المواطنين الليبيين الموجودين في تونس حرص الحكومة الليبية على تسوية أمورهم، وقد زارت رئيسة مكتب النازحين الليبيين تونس في الأيام الماضية وستتوالى الزيارات لمعالجة هذا الأمر». وفي روما، أعربت وزيرة الخارجية الإيطالية إيمّا بونينو عن «القلق الشديد» حيال الأوضاع في ليبيا. وقالت قُبيل جلسة استماع برلمانية (مخصصة لتركيا) إن «الوضع في ليبيا مثير للقلق الشديد، في ضوء عدم استقرار الأوضاع في بنغازي أيضاً». وشدّدت على أن الملف الليبي سيكون ضمن جدول أعمال قمة الدول الثماني الكبار، وأن «إيطاليا تدعم سعي الحكومة الليبية الحالية في إخراج الميليشيات من المكاتب الرسمية». وكانت سيارة ديبلوماسية إيطالية تعرّضت أول من أمس إلى تفجير عبوة ناسفة وضعت تحتها في طرابلس. وكاد الحادث أن يودي بحياة ديبلوماسي إيطالي وسائق السفير، الذي تمكّن من إطلاق التحذير بعد اكتشافه سلكاً مشكوكاً فيه يتدلّى من خلفية السيارة، وسارع الديبلوماسي الإيطالي والسائق إلى الابتعاد عن السيارة على عجل قُبيل انفجار العبوة الناسفة بلحظات. وكانت العبوة، المصنوعة من متفجرات بلاستيكية، عُلّقت تحت السيارة وانفجرت على بعد خطوات من مبنى السفارة الإيطالية في طرابلس. ولم تكن السيارة لحظة اكتشاف العبوّة تُقل السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بوتشينو. وقال موظف في السفارة إن الانفجار الذي وقع قرابة الرابعة والنصف عصراً لم يكن قوياً، لكنه دمّر مؤخرة السيارة، و «كان سيودي بحياة من كان يستقل السيارة في تلك اللحظة بالتأكيد». وأكدت وزارة الخارجية الإيطالية عدم وقوع ضحايا أو جرحى وأعلنت انطلاق التحقيقات بشأن الحادث، وأنه «جرت زيادة متطلّبات الحماية بشكل إضافي». في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن رئيس أركان الجيش الليبي المعين حديثاً دعوته أفراد الجماعات المسلحة إلى وضع أنفسهم تحت إمرة الجيش الوطني وذلك بعد اشتباكات في بنغازي قتل خلالها 31 شخصاً. واندلع القتال السبت الماضي أمام مقرات ميليشيا «درع ليبيا» عندما اشتبك مسلحو هذه الجماعة مع محتجين يطالبون بحل الميليشيات ودمجها في الجيش. وقال سالم القنيدي، الذي تولى قيادة أركان الجيش الأحد عقب استقالة يوسف المنقوش، في مؤتمر صحافي أول من أمس، إن الجيش يرحب بأي قوة تريد الانضمام له ومستعد لدفع حوافز لمن يسلّم أسلحته. وقال القنيدي إن الجيش لا يمكن أن يصبر أكثر من ذلك على الميليشيات.