أكد نائب رئيس «معهد بروكينغز» السفير الأميركي السابق مارتن أنديك أنه على الرئيس الأميركي باراك أوباما «تسليح الثوار» في سورية لأن النظام بات قادراً على «الحاق هزيمة استراتيجية» بهم إذا لم يسلحوا، ما يعني «صفعة» لواشنطن، خصوصاً بعد تدخل «حزب الله» وإيران في القتال «على الأرض»، مشيراً إلى وجود «حاجة في المدى الأبعد» لفرض نوع من الحظر الجوي. وقال أنديك ل «الحياة» في الدوحة أمس: «على أوباما تسليح الثوار (في سورية). وكان علينا فعل ذلك منذ وقت طويل. الآن مع تدخل إيران وحزب الله بشكل ضخم لتغيير ميزان القوى لصالح نظام (الرئيس بشار) الأسد»، موضحاً أن «تداعيات عدم التسليح أكبر بكثير مما كانت عليه، لأن فرض أي حل سياسي يعتمد على الظروف على الأرض. وإذا كانت هذه الظروف لصالح النظام في حال نجح في إعادة السيطرة على مدن أساسية، فلن يبدي أي اهتمام بخوض مرحلة انتقالية حقيقية». وتابع: «في حال عدم تغيير ميزان القوى، فان الأسد قادر على إلحاق هزيمة استراتيجية بالثوار، وبسط نفوذه على كامل أنحاء البلاد». وعن تدخل قوات «حزب الله» في سورية، قال أنديك إن هذا الأمر «يفتح الباب على مخاطر جديدة وغير مسبوقة بينها استيلاء الحزب على أسلحة متطورة مضادة للطائرات تغير المعادلة في لبنان وأيضاً باتجاه إسرائيل. وجوهر الصراع أن أي انتصار لإيران والأسد هو هزيمة لهؤلاء الذين يتطلعون إلى واقع أكثر تحرراً من نظام قمعي وهم مدعومون من الولاياتالمتحدة. بالتالي فهذا الأمر يشكل صفعة لواشنطن أيضاً». واعتبر أنديك أن «التسليح قد لا يكون كافياً، وأن السياسة الناجحة تستند إلى ثلاثة أعمدة: أولاً، البناء على حل سياسي (ما يسعى إليه وزير الخارجية جون كيري) بنيل تأييد الجانب الروسي لمرحلة انتقالية بعد الأسد، وهذا مهم لأن التدخل يجب أن يكون له هدف واستراتيجية سياسية في الأفق لاتفاق سياسي لجميع فئات الشعب السوري. وهذا التدخل في أفضل الأحوال يأتي من مجلس الأمن. ولذلك نحن بحاجة إلى مظلة أخرى للتدخل. أما العمود الثاني فهو في تسليح الثوار»، لافتاً إلى «أهمية فرض حظر جوي لحماية مناطق المعارضة ولأن التسليح وحده لا يكفي». وأشار أنديك إلى أن «الجانب الروسي لن يوافق على هكذا تحرك إذا لم يتغير الواقع على الأرض ولم تقتنع موسكو بأن عدم تأييد المرحلة الانتقالية يعني الفوضى في سورية»، مضيفاً: «خسارة القصير كان لها فعلها. وما سيحدث على الأرض سيقرر مصير مؤتمر جنيف-2». وأشار أنديك إلى أن أوباما «اختار لنفسه شرعية إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وليس صنع السلام» وهذا ما قد يعقد مهمة كيري إلى جانب العراقيل الأخرى من حكومة بنيامين نتانياهو والتحديات أمام عباس. ويتحدث أنديك عن انتقال الاهتمام الأميركي إلى آسيا «وهو ما يعني أيضاً الاعتماد بشكل أكبر على حلفائنا في المنطقة، وهذا ما سماه البعض القيادة من الخلف كما فعلنا في ليبيا، بالعمل مع الحلفاء». ويضيف: «إذا قمنا بتحرك في سورية، فسيكون لدعم قوى إقليمية أو لتأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».