اضطرت السلطات لإجلاء مئات الأشخاص من أربع قرى بعد انهيار أحد السدود ليلاً في منطقة ساكسونيا بألمانيا التي ما زال نهر ايلبي يهدد شمالها، بينما تجنبت المجر أسوأ فيضانات وبدأ منسوب نهر الدانوب صباح الاثنين بالتراجع بعد أن سجل مستوى قياسياً تاريخياُ. وتسبب ضغط المياه بتصدع بنحو عشرة أمتار في أحد السدود قرب قرية فيشبيك. ومع اتساع الصدع إلى خمسين متراً، اضطرت السلطات لإجلاء سكان القرية البالغ عددهم بين 400 و500 شخص وسكان ثلاث قرى مجاورة. وأجبر تصدع السد السلطات على إغلاق جسر للسكك الحديد مما اضطر القطارات التي تربط برلين بكولونيا أو فرانكفورت على سلوك طريق آخر. وجنوباً في ماغديبورغ عاصمة ولاية ساكس-انهالت تراجع منسوب المياه في نهر ايلبي ووصل إلى 7,30 متراً بعد 7,48 متراً الأحد وهي أعلى نسبة له. وعادة ما يتراوح منسوب النهر عند المترين في هذه المنطقة. وأمرت السلطات الأحد بإجلاء نحو 23,500 شخصاً في ماغديبورغ والمناطق المجاورة. ولم يسمح للأهالي بعد بالعودة. وكانت حكومة المستشارة انغيلا ميركل تحضر لاجتماع أزمة مع مسؤولي المقاطعات الفدرالية لمناقشة توزيع تكاليف الفيضانات حسب ما ذكرت صحيفة لايبتسيغر فولكستسايتونغ في عددها اليوم الاثنين. وفي المجر، قال رئيس بلدية بودابست ايستفان تارلوس في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان في ساعة مبكرة الاثنين: «ليس لدينا تقارير عن أي وضع كارثي، الوضع يعود إلى طبيعته». والوضع هو ذاته في أماكن أخرى من المجر إذ لم يسجل سقوط ضحايا أو إصابات بالغة في الفيضانات التي وصفت بأنها الأسوأ في أوروبا منذ عقد من الزمن. وقال اوربان: «ستكون بودابست خارج نطاق الخطر بحلول الأربعاء وتأمل الخروج بسجل نظيف، لا قتلى أو جرحى بسبب الفيضانات». وأضاف أن تركيز جهود الدفاع تحول إلى المواقع الأكثر عرضة للخطر في جنوب البلاد. وقال اوربان إن المواطنين الذين تم اجلاؤهم من قرى في شمال غرب المجر كتدبير احتياطي يمكنهم البدء بالعودة اعتباراً من الثلثاء. وتم إجلاء نحو 1400 شخص عموماً منذ الخميس الماضي. ووصل منسوب الدانوب في بودابست إلى مستوى قياسياً عند 8,91 متراً مساء الأحد متخطياً الرقم السابق في 2006 والبالغ 8,60 متراً. وقال تارلوس إن مستوى المياه بدأ بالإنحسار في ساعة مبكرة الاثنين إذ وصل 8,88 مترا بحلول الساعة 0600 تغ. وقال إن التدعيمات التي أقيمت في الأماكن الأكثر تهديداً بالفيضانات في المدينة صمدت. وأغلقت الطرق المحاذية للدانوب منذ الأربعاء الماضي بسبب الفيضانات. ولا يزال الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة بالأماكن المتضررة في شمال غرب البلاد مقطوعاً. وقال تارلوس: «المشكلة الكبرى في الوقت الحاضر هي الأزمات المرورية». وحث المواطنين على عدم استخدام سياراتهم واللجوء إلى النقل العام. وفي المناطق التي ضربتها الفيضانات شمال غرب المجر يستمر منسوب المياه في التراجع منذ الأحد لكن العديد من الطرق لا زالت مقطوعة. وقال مصنع السيارات سوزوكي في استيرغوم (65 كلم شمال بودابست) إن العديد من العمال لم يتمكنوا من الوصول للعمل وأن الإنتاج سيتوقف الاثنين. وأضافت الشركة أن القرار باستئناف الإنتاج يوم الثلثاء لم يتخذ بعد.