تبدو الصورة العامة بهية بالنسبة للمتفائلين على المدرج الأزرق، فكل ما يحيط بهم يساعدهم في ذلك، إن قرروا قتل التشاؤم قبل النهائي الآسيوي المنتظر أن ينطلق ذهابه السبت المقبل في سيدني، ليتوج الهلال من خلاله إن وفق باللقب الآسيوي السابع في تاريخه، بعد أن كانت آخر بطولة قارية للهلال تحققت قبل أكثر من 12 عاماً وتحديداً موسم 2002. فإلى جانب النتائج الإيجابية التي حققها المدرب الروماني ريجيكامب منذ جلوسه على دكة البدلاء، التي استطاع من خلالها كسر الكثير من الحواجز التي أعاقت الهلال في المواسم الماضية، حتى أخذ بيد ناصر الشمراني ورفاقه للنهائي الآسيوي «المنتظر»، تأتي متغيرات العام الحالي 2014 فرصة ثانية للراغب في التطلع إلى نهاية مبهجة. موسم 2014 صفع كل مستحيل لاحق أندية عدة، سواء كان ذلك «المستحيل» محلياً أم حتى عالمياً، إذ انتهى الموسم المحلي بعودة النصر لمنصات التتويج بعدما وضع درع دوري عبداللطيف جميل للمحترفين بجانب كأس ولي العهد السعودي في خزانته، التي لم تفتح أبوابها منذ أمد بعيد. وبعيداً عن السعودية نجح فريق الزمالك المصري بخطف لقب كأس مصر، إذ كان اللقب الأول للقلعة البيضاء قبل أن تشرق شمس العام 2014 ببضع أشهر، فيما حقق لقبه الثاني قبل أن ينتصف العام 2014. عالمياً لم يتأخر العام 2014 في طرد «اللعنات» التي لاحقت فرق القارة العجوز، إذ كان أشهرها وأعمقها ألماً تلك «اللعنة» التي التصقت بنادي القرن الأوروبي ريال مدريد الإسباني منذ موسم 2002 عندما كان الفريق يبحث عن لقبة القاري العاشر، وجند قبيلة من اللاعبين لتحقيق اللقب، أشهرهم البرازيليان رونالدو وكاكا، والهولنديون فان نيستلروي وويسلي شنايدر وآريين روبين، والأرجنتيني غونزالو هيجواين، وكذلك المالي ممادو ديارا، والفرنسي أنيلكا، والألماني أوزيل، والتركيان نوري شاهين وحميد التينتوب، إلا أنهم فشلوا جميعاً في المهمة التي لم تكسر إلا بعد 12 عاماً، إذ حققه الفريق عندما تغلب على مواطنه الأتليتكو بأربعة أهداف لهدف. وفي المحفل الأهم نجح منتخب ألمانيا في تجاوز كل الخيبات التي سيطرت على نتائجه في نهائيات كأس العالم، بعد تحقيقه لقب كأس العالم 2014 في المباراة التي صرع فيها نظيره الأرجنتيني بهدف «العقرب» ماريو غوتزه. لكن العام ذاته قادر على تعبئة المتشائمين بما يبحثون عنه، فأولئك لن يتأخروا في التذكير بخذلان فريقي ليفربول الإنجليزي وروما الإيطالي في تحقيق لقب الدوري، بعدما كانوا قاب قوسين أو أدنى من حلم غيبته الأعوام وتناسته الجماهير، إضافة إلى كون الموسم ذاته أذاق منتخب «السامبا» أكبر ذل كروي في تاريخه حين استقبلت شباك المنتخب الأكثر تتويجاً باللقب العالمي 7 أهداف من ألمانيا على أرضه وبين جماهيره. في صور كثيرة عاشها الرياضي في الموسم الماضي إشارات تدعو إلى التفاؤل وأخرى إلى نقيضه، وللباحث حق الاختيار أو تقريب الصور، لكن القضية في نهاية الأمر وبناء على المنطق ستبقى رهينة لأرض الملعب وقرار اللاعبين، ورغبتهم في تحقيق مجد أزرق طال انتظاره.