يشهد لبنان اليوم اكثر من محطة احتجاجية على مشاركة «حزب الله» في القتال إلى جانب القوات النظامية السورية داخل الأراضي السورية، بعضها من خلال دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتجمع هنا أو هناك، وبعضها الآخر من قوى حزبية لإقامة مهرجان خطابي. وتترافق التحركات اليوم مع مخاوف من أن تتحول هذه الاحتجاجات إلى صدامات في الشارع مع مناصرين ل «حزب الله»، على أن الاتصالات الجارية عشية التحركات قللت من احتمال حصول أي إخلال بالأمن. ومن المقرر أن تنظم «الجماعة الإسلامية» مهرجانها في السادسة مساء اليوم على أرض الملعب البلدي في صيدا (جنوب). وأكد مسؤول الجماعة في المدينة بسام حمود في اتصال مع «الحياة»، أن الوضع في صيدا مستقر، والمخاوف التي أشيعت حول المهرجان لا أساس لها من الصحة، «والتنسيق على أكمله مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ومع القوى السياسية في المدينة وأعطيت تعليماتنا إلى مناصرينا بالتعاطي بحكمة مع أي إشكال يحصل». وأكد أن المهرجان سيجري داخل الملعب البلدي، «وهناك توافق ضمني مع التنظيم «الشعبي الناصري» على ألا ينتقل الخلاف السياسي بيننا إلى الشارع، ودعوتنا مفتوحة للجميع للمشاركة في المهرجان». وأشار إلى أن الجماعة سبق أن أزالت لافتات لها في ساحة الشهداء «مسايرة للتنظيم الشعبي» قبل يومين خلال المهرجان الذي أقامه في ذكرى الاجتياح الإسرائيلي، ثم أعادتها مع انتهاء مهرجان التنظيم «وبالتفاهم معه». وكان الأمين العام للتنظيم أسامة سعد، أكد في تصريح عشية المهرجان، أن «سكان صيدا لا مصلحة لهم في أي اضطراب أمني قد يضر بأمن المنطقة واستقرارها». «ساحة الشهداء» ووجّهت دعوة من ناشطين على «فايسبوك» إلى التجمع في الثانية عشرة ظهراً أمام ضريح الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء في وسط بيروت، «رفضاً لقتال حزب الله في سورية»، وعصراً وجهت دعوة مضادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل «شباب لبنان الداعم للمقاومة» إلى اعتصام في الساحة نفسها. ووجّه حزب «الانتماء اللبناني» دعوة إلى تظاهرة ينظمها في الثانية عشرة أيضاً أمام السفارة الإيرانية في بئر حسن، احتجاجاً «على إرسال الشباب اللبنانيين الشيعة إلى الموت دفاعاً عن نظام بشار الأسد بأوامر من النظام الايراني». ووسط هذه التحركات، أعلن إعلام «حزب الله» أن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم سيتحدث في العاشرة صباح اليوم في حفل تأبيني في حسينية الأوزاعي (الضاحية). وأكد نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت في حديث إلى اذاعة «صوت لبنان» أن «الذي صنع مجد حزب الله هو مقاومة العدو الإسرائيلي، وكان محترماً في كل العالم العربي والإسلامي، وكنا ننسق معه في ملف المقاومة إلى أبعد حدود، لكن عندما يتحول الحزب من مقاومة إلى ميليشيا، لم يعد باستطاعة الجماعة الإسلامية أن تتعامل معه بالاحتراف والتنسيق ذاتهما، وعندما تحول إلى مجرد ميليشيا في الداخل السوري، أصبح التنسيق شبه متوقف والعلاقة الآن تمر في أدنى مستوياتها، لأن الخلاف مع حزب الله أصبح كبيراً جداً». ولفت إلى أن «حزب الله زرع في السنوات الخمس الأخيرة جماعات في المناطق اللبنانية تحت عنوان «سرايا المقاومة»، وكذلك فعل في صيدا، وكان دورها إرباك هذه الساحات، ومنع الجزء الأكبر من اللبنانيين من التعبير عن تعاطفهم مع الثورة السورية، إلا أن صبر الناس بدأ ينفد من ممارسات كهذه». وأعرب عن اعتقاده بأن «اعتماد الحزب خطاباً مذهبياً لإقناع جمهوره بمبررات المعركة داخل سورية، زاد من نسبة التوتر المذهبي في البلد». وقال: «القرار الدولي بعدم تفجير الوضع في لبنان لا يزال قائماً، لكن هل يستطيع أن يصمد؟». وأسف لمظاهر الابتهاج بسقوط القصير، مؤكداً أن «من يقاتل هناك هم أهل المدينة وأبناؤها». وأكد أن «من يضحك هو من يضحك في النهاية». وكان النائب مروان حماده اعتبر في تصريح أنّ تدخل «حزب الله» في القتال في سورية «ينقض بالكامل كل المواثيق اللبنانية». وحذر عضو كتلة «المستقبل» النيابية خالد الضاهر من أن الأمين العام للحزب السيد حسن «نصرالله يؤسس لفتنة سنية-شيعية لمئة عام في سورية»، ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا أن «الحزب تورط في حرب لا يمكن أن يربح فيها».