تواصت أمس الردود على الكلام الأخير للأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وبخاصة يوم 7 أيار (مايو) من العام الماضي بأنه «يوم مجيد من أيام المقاومة». وفي حين شن أطراف من الأكثرية حملة ردود على نصر الله محذرين من خطورة هذا الكلام، تناول حلفاء «حزب الله» جوانب أخرى من الخطاب، ركزت مواقفهم على الشؤون الانتخابية والتحذير من فوز الأكثرية الحالية في الانتخابات. واعتبر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن «ما سمعناه خلال الأيام القليلة الماضية، تختلط فيه الأبعاد السياسية المحلية والاعتبارات الانتخابية والإحساس بفائض القوة والنشوة بها، وكذلك الاعتبارات الإقليمية وتوظيفاتها واستهدافاتها، والرغبة في أن يستعمل لبنان ساحة لتصفية الحسابات وليس كوطن، وصندوق بريد لإيصال مجموعة من الرسائل من هنا وهناك». ورأى السنيورة خلال جولة انتخابية مشتركة مع وزيرة التربية بهية الحريري في صيدا أمس، أن «هذا الكلام مستهجن وفيه مخالفة لما اتفق عليه اللبنانيون، لا سيما في الدوحة، حيث اتفقنا على الالتزام بعدم اللجوء إلى العنف، أو لغة السلاح أو الاحتكام للسلاح أو القوة أو التهديد بها لتحقيق مكاسب سياسية». وقال: «نحن حريصون على وحدة اللبنانيين، ونعلم أن العدو الحقيقي هو إسرائيل، ولن نكون لقمة سائغة أو أداة يستعملها أحد». وشدد السنيورة على أن اللبنانيين لن يلجأوا إلى العنف وأعلن أن الأجهزة الأمنية تعمل «منذ فترة طويلة، من خلال الدعم الذي نوفره لها، ولذلك استطاعت خلال الفترة الماضية اكتشاف عدد من الخلايا النائمة التي كانت تتجسس على لبنان واللبنانيين»، مشيراً الى أنه «بالتالي سقطت تلك المقولات التي كانت تتهم هذه الأجهزة بأنها عميلة وبأنها تعطي المعلومات لإسرائيل»، مؤكداً أن «من يثبت تعامله مع العدو الإسرائيلي خائن وعليه أن ينال عقابه، ومين ما كان يكون الله لا يقيمو»، معلناً دعمه «الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات ومديرية المخابرات». ولفتت الحريري إلى «محاولات للقول إنه لو أردتم ممارسة حقكم في الانتخابات فهذا يعني أنكم ذاهبون الى حرب وهذا مرفوض». وقالت: «لن تكون هناك حرب. والانتخابات في صيدا لا تعني اقفال بيوت. ولا يعني الاختيار الحر في صيدا أنها ستكون منعزلة عن الجنوب. ويقولون اذا صيدا اصرت أن يكون لها اختيار حر: يا ويلكم بكرا كيف سيفرض عليكم الحصار»، مؤكدة أنها تفتخر «بهذه المدينة وبكل رجالاتها ونفتخر أكثر بأن تنتخب صيدا رئيس حكومة حالياً». ودعا الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في احتفال في طرابلس الى اعتماد «الكلام الايجابي الذي يقرب ولا يفرق، يزيل التشنج ولا يزيد حدته». وأسف «للكلام الذي سمعناه بالأمس عن أحداث 7 أيار واعتبارها يوماً مجيداً من أيام المقاومة»، مشدداً على أنه «لا يجوز أن نعتبر تاريخ صراع الاخوة في الوطن ذكرى مجيدة، لأن هذا اليوم كان يوم حزن وأسى. وكم تمنينا الا نسمع مثل الكلام الذي سمعناه بالامس في هذا الوقت العصيب والدقيق». واعتبر وزير الإعلام طارق متري في حديث الى «صوت لبنان» أن كلام نصر الله «محزن ومستغرب بالحد الأدنى ومفجع بالحد الأقصى». وقال: «اليوم المجيد من أيام المقاومة هو يوم التحرير في 25 أيار، لكن لا أفهم ما علاقة 7 أيار بالمقاومة. هل كانوا يقاومون إسرائيل في رأس بيروت؟ وهل يقول نصر الله إن اليوم الذي جرحتك به وأهنتك هو يوم مجيد؟ من حق اللبنانيين على الأمين العام لحزب الله وعلى الحزب أن يجددوا التزامهم الحقيقي أن سلاحهم لنا ولن يرفع في وجه أي لبناني آخر. لترفق الجدية بالصدقية لان الجدية تحتاج الى صدقية حقيقية بأن هذا السلاح يستخدم داخلياً». وشدد على أن «خطاب نصر الله لا يطمئن اللبنانيين ولا يجعلهم يشعرون بأن لبنان بمنأى عن اللجوء الى العنف من اجل تحقيق مكاسب سياسية»، مؤكداً أن كلام نصر الله «لا يندرج في سياق الخطاب الانتخابي لكونه يتجاهل فيه حلفاءه المسيحيين وخصوصاً عندما قال إن المقاومة تستطيع أن تحكم لبنان». واعتبر الوزير غازي العريضي أن «ما نسمعه من خطابات تشنج واتهام وتهديد ووعيد وتشكيك واحياناً الكلام البذيء الذي يوجه الى قيادات وأطراف وجهات، يخرج ليس فقط عن تقاليدنا، بل ايضاً عن التزاماتنا جميعاً بما توافقنا عليه». وشدد العريضي خلال جولة انتخابية أمس، على ضرورة الحفاظ على التهدئة. وأكد المكتب الإعلامي للائحة «التضامن الطرابلسي» في بيان له أن «استخدام السلاح في الداخل وضد الشركاء في الوطن كان وصمة عار في حق من استخدمه»، مشيراً الى أن «التصدي للعدوان الإسرائيلي كان بمشاركة الشعب اللبناني بأكمله، ولا يمكن الاعتداد به لأخذ إرادة البلد وسحبها من تحت سلطة الدولة الشرعية، والتحكم بها في حجة وجود قوة السلاح الأقوى». وناشد البيان «حزب الله» وقياداته أن «يتقوا الله في ما يعلنون ويصرحون، منعاً للفتن والانشقاق». وحذرت «لائحة كرامة البقاع الغربي وراشيا» من «انتقال شرعية الأكثرية الى يد القوة الميليشيوية التي حاولت وتحاول الانقلاب على الطائف وعلى رئاسة الجمهورية، بهدف تقويض مقومات الدولة الحقيقية وإسقاطها، لمصلحة الدويلة الأمنية المرتبطة بدول خارجية». ورد عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت على اعتبار رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط كلام نصر الله بأنه «زلة لسان»، وقال في لقاء شعبي في الشمال: «هذه ليست زلة لسان. قلنا إنها زلة لسان عندما قال إن مجلس النواب المقبل سينتخب رئيساً جديداً للجمهورية وفي مضمون هذا الكلام تقصير مهلة الرئيس، وبالأمس سمعنا كلاماً اخطر، كلاماً يمجد عملاً ميليشيوياً باقتحام مدينة بيروت وكأنها «تل أبيب» وبأنه يوم مجيد للمقاومة. أي مقاومة؟». وتابع: «لم تطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل منذ 3 سنوات بل استدار السلاح شمالاً ليوجه الى صدور اللبنانيين، هذا السلاح ليس سلاح مقاومة بل ميليشيا». وحذر المرشح عن المقعد الماروني في دائرة المتن الشمالي سامي الجميل من كلام نصر الله، وقال: «هناك خطر كبير يهددنا وأيام صعبة عبّر عنها السيد حسن نصر الله عندما قال إنه ليس هناك أجدر ممن قاتل وانتصر على إسرائيل من أن يتحمل قيادة الدولة، فهو يعترف في شكل واضح وصريح بأنه هو من سيحكم ويدير الدولة اللبنانية في حال انتصرت المعارضة». وقال في احتفال بإزاحة الستار عن تمثال الوزير الشهيد بيار الجميل: «لا نعتبر ذلك رسالة لنا فحسب، إنما لأخصامنا في الانتخابات في المتن وفي كل المناطق المسيحية، لأنهم ليسوا هم من سيحكمون بل هو الذي سيحكم. وأكد مرشح «الجماعة الإسلامية» في دائرة بيروت الثالثة عماد الحوت في لقاء شعبي أن 7 أيار «كان يوماً أليماً عنوانه صرف طاقات لبنان من المواجهة الحقيقية ضد العدو الصهيوني الى صراع داخلي بين أبناء الوطن»، معتبراً أن «التلويح بتجديد هذه الأحداث لن يضعف عزيمة أهل العاصمة بيروت ولن يجرهم الى الفتنة والاقتتال. مواقف للمعارضة في المقابل، أشار وزير العمل محمد فنيش خلال زيارته مطرانية القديس توما للروم الأرثوذكس في صور الى «رفض الفريق الآخر التوافق على أعضاء المجلس الدستوري في المجلس النيابي»، وقال: «لقد استجاب أعضاء هذا المجلس مع الفريق الآخر وأردوا أن يكافئوهم على مواقفهم. والمعارضة تطلب أن تكون هناك ضمانة بأن لا يكون المجلس الدستوري مهيمناً عليه من فريق سياسي وان يمارس دوره». ولفت الى ان نصر الله في خطابه الأخير «دفع الافتراءات، ومن يطرح المثالثة حتى الان لم يقل لنا ماذا يقصد في المثالثة»، معتبراً ان «المقصود بطرح المثالثة هو جزء من حملة تستهدف التأثير على خيارات الناخبين وخصوصاً الناخبين المسيحيين، من خلال توجيه اتهامات للمعارضة المسيحية وفي طليعتها الجنرال عون. هذا الفريق يلجأ الى أسلوب بمنتهى السوء بحيث يجعل من موقع رئيس الجمهورية متراساً يقف وراءه ليتهم المعارضة أو ليحدث خلافاً بين المعارضة ورئيس الجمهورية من خلال الحديث عن تقصير ولاية رئيس الجمهورية». وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد خلال لقاء انتخابي في النبطية: «اننا في المقاومة كما كنا أحراراً وشرفاء، نأبى الضيم والذل وندحر البغي والعدوان وننتصر عليه، كذلك سنكون أقوياء بدولتنا القوية القادرة العادلة التي نسعى من أجل إنعاش مؤسساتها المتوازنة». وأكد أن «المعارضة إذا فازت بالأكثرية ستبقى أيديها ممدودة للشراكة على قاعدة حفظ المقاومة وتوفير سلطة متوزانة ومتفاهمة، متواثقة في قرارها الوطني وفي اتجاهاتها الإنمائية». الى ذلك، اقام مرشحو تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي في جبيل النائبان وليد الخوري وعباس هاشم وسيمون ابي رميا مهرجاناً خطابياً في جبيل، في حضور منسق جبل لبنان الشمالي في التيار ناجي حايك ممثلاً رئيس التكتل النائب ميشال عون، والشيخ حسين زعيتر ممثلاً الامين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله ، اضافة الى ممثلين عن احزاب المردة و «القومي السوري الاجتماعي» و «الطاشناق» وحركة «امل». وتوجه ممثل عون الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قائلاً: «نحن على عكس الجميع نريدك حاكماً لا حكماً. نريدك جبروت القصر لا نزيل القصر. نريدك تعين وتقيل وترد المراسيم ولا ترتد عليك». أما ممثل نصر الله، فكرر الهجوم على الاكثرية، وقال: «هناك فريق متلبس بشعارات زائفة ومشاريع مشبوهة سقط في تجربة الحكم والسلطة وفشل على كل صعيد في السياسة والاقتصاد والامن واسقاط لبنان في ديون لا يخرج منها لسنوات». وأضاف: «نحن في مواجهة سياسية مع هذا الفريق القرار الفصل فيها لكم في السابع من حزيران لنأخذ قرارانا في استكمال البناء وحماية لبنان». وأكد الخوري أن فريقه ينادي «بالجمهورية الثالثة لاننا لم نكف عن المناداة بالتغيير والاصلاح»، وقال: «جمهوريتنا الثالثة القادمة حتماً ستكون جمهورية خطاب القسم كما حددها فخامة الرئيس». وقال هاشم في كلمته: «قالوا نريد المثالثة ونحن ملتزمون بالمناصفة، قالوا سننقلب على الرئاسة الاولى، ونحن من دعمناها يوم تخلى رئيس تكتلنا عنها وطوى بسماحة حقاً من حقوقه، قالوا زحفنا زحفاً الى سورية العدوة، ونحن دخلنا سورية الجارة، دخول الاخوة المعتدين باستقلال وطنهم». ورد أبي رميا على الشعار الانتخابي ل «تيار المستقبل»، وقال: «نحن ايضاً لن ننسى والسما زرقا! لن ننسى انه عندما كان الآخرون ينسقون مع المحتل ويقدمون له مفتاح بيروت، كان العماد عون يقول لا للاحتلال، لا لمسايرته، لا للتنسيق معه». واتهم النائب أسامة سعد، في لقاء انتخابي في حي التعمير «تيار المستقبل» بأنه «قبل أحداث 9 أيار بدأ بحركة تسلح كبيرة مترافقة مع حملات تحريض مذهبية، وقد وجهنا في حينه رسائل الى التيار حددنا فيها ثلاثة خطوط حمر، وهي رفض الصدام داخل صيدا، ومع محيطها، ورفض إقفال طريق الجنوب. لكنهم تجاوزوا هذه الخطوط»، وأضاف: «لما وقع الحادث المؤسف المحدود في 9 أيار في صيدا، الذي يتحملون هم مسؤوليته، أرادونا أن ننجر معهم الى الاشتباك واطلاق الرصاص على أهلنا، ولأننا رفضنا الفتنة، يهاجموننا ويتهموننا بأننا مقصرون بحق المدينة». ورأى الأمين القطري في حزب «البعث العربي الإشتراكي» فايز شكر في لقاء في بعلبك، أن 7 ايار «كان نتيجة لمؤامرة 5 أيار التي حاكتها حكومة (فؤاد) السنيورة غير الشرعية ودبرتها في ليل آنذاك مع بعض أجهزة المخابرات الدولية».