قتل رجل ارتدى زي جندي في الجيش الأفغاني ثلاثة أميركيين من الحلف الأطلسي (ناتو) في منطقة خير كوت بولاية بكتيكا (شرق) أمس، وذلك غداة سقوط سبعة جنود جورجيين في انفجار سيارة مفخخة في ولاية هلمند (جنوب). وتزداد هجمات رجال أمن أفغان «مارقين» على حلفائهم في الحلف الأطلسي منذ اكثر من سنة، ما يهدد بتقويض دعم الدول الغربية المشاركة بقوات في أفغانستان للحرب، والذي ينحسر فعلياً مع اقتراب موعد سحب القوات الأجنبية القتالية بحلول نهاية 2014. ودفع تنامي «الهجمات المارقة» العام الماضي إلى تقليص عمليات مشتركة مع القوات الأفغانية. وكشفت بيانات أن خمس عدد قتلى الحلف في أفغانستان، وبينهم 16 في المئة من ضحايا القوات الأميركية، سقطوا في هذه الهجمات. وفي ولاية فرح (غرب)، قضى جندي إيطالي وجرح ثلاثة آخرون لدى إلقاء فتى في ال11 من العمر قنبلة على آليتهم من طراز «في تي أل أم لينس»، علماً أن إيطاليا تنشر حوالى 4 آلاف جندي في أفغانستان. إلى ذلك، اعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله في كابول، ان انسحاب قوات بلاده من أفغانستان «سيمضي وفقاً للجدول الزمني الموضوع، لكننا لن ننسى افغانستان بعد 2014 وستستمر مشاركتنا بطريقة مختلفة تهتم بالجانبين الإنساني والاقتصادي». وزاد: «يعيش نحو 80 في المئة من المدنيين الأفغان تحت سيطرة الأمن الأفغاني، ونرحب بإعلان الرئيس الأفغاني أن باقي المناطق ستخضع لسيطرة القوات الحكومية قريباً». ويتمركز حوالى 4350 جندياً ألمانياً في أفغانستان. ووافق البرلمان الألماني في كانون الثاني (يناير) الماضي على خفض عدد الجنود إلى 3300 بحلول شباط (فبراير) 2014. على صعيد آخر، يزور رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف أفغانستان الأسبوع المقبل للقاء رئيسها حميد كارزاي، في محاولة لتكثيف الجهود المبذولة لإقناع حركة «طالبان» بإجراء محادثات سلام. وقال المسؤول في حزب «جمعية علماء الإسلام»، محمد عاصم مخدوم: «في وقت تسعى الولاياتالمتحدةوباكستان إلى إجراء محادثات مع طالبان، يجب أن نضمن وقف غارات الطائرات الأميركية بلا طيار أولاً، ما يعني أن الحكومة يجب أن تكون جدّية إذا أرادت حل المسألة فعلاً». أما طارق عظيم، النائب عن حزب «الرابطة الإسلامية» بزعامة شريف ، فأعلن أن الحزب يعتقد بأن «طالبان» يمكن أن تجلس على طاولة المفاوضات، في حال نجحت الحكومة الباكستانية الجديدة في وقف غارات الطائرات الأميركية بلا طيار فوراً»، والتي قتلت أول من امس سبعة متمردين على الأقل في قرية شوكيل بإقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب). وكان شريف دان الأسبوع الماضي غارة جوية أميركية أدت إلى مقتل الرجل الثاني في «طالبان باكستان» والي رحمن محسود. واستدعت وزارة الخارجية الباكستانية القائم بالأعمال الأميركي في إسلام آباد، ريتشارد هوغلاند، وأبلغته «ادانة السلطات للغارة وانتهاكها سيادة البلاد ووحدة اراضيها». واشارت الوزارة الى ان «الديبلوماسي الأميركي أُبلِغ ان الحكومة الباكستانية اعتبرت دائماً ان ضربات الطائرات بلا طيار ذات نتائج عكسية، وتتسبب في خسائر مدنية، ولها انعكاسات اخرى تتعلق بحقوق الانسان».