كشف نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة لشؤون الطاقة المتجددة الدكتور خالد السليمان أن السعودية تخطط لتوطين 60 في المئة من مفاعلات الطاقة النووية خلال ال20 عاماً المقبلة وتوطين 80 في المئة من الطاقة المتجددة، موضحاً أن المدينة ستتعاون في ذلك الصدد مع مطوري المفاعلات النووية في العالم، فيما استغرب الخبير الاقتصادي اهتمام السعودية بالطاقة المتجددة وصرف مبالغ كبيرة لتوفيرها، خصوصاً مع توافر النفط والغاز في المملكة بكميات ضخمة. وأوضح السليمان في تصريح ل«الحياة» أن سياسة المملكة تقوم على تنويع مصادر الطاقة، من خلال إدخال مصادر جديدة في منظومة الطاقة التي ما زال النفط والغاز هما المرتكز الرئيس لها، مضيفاً: «ليس من الحكمة أن نضع جميع الآمال على مصدر واحد، إذ إن الحكمة في كيفية استثمار جميع المصادر وبكفاءة عالية وجدوى اقتصادية عالية». وأشار إلى أن مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة تعمل على استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه، خصوصاً أن كلفتها منخفضة مقارنة بكلفة إنتاج الكهرباء من النفط . وقال: «في الدول الأخرى تقارن الطاقة الشمسية بالمصادر التقليدية مثل الفحم والطاقة النووية وغيرها». واتفق أستاذ الإدارة الاستراتيجية وتنمية الموارد البشرية في جامعة الملك فهد الدكتور عبدالوهاب القحطاني مع رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في عدم الاعتماد على مصدر واحد للطاقة وقال ل«الحياة»: «النفط لن يدوم وسينتهي يوماً ما»، مشدداً على أهمية إيجاد خطة استراتيجية بديلة عن الطاقة النفطية والتحول للصناعات التي تضيف للاقتصاد السعودي، مضيفاً: «إنتاج النفط سيقل والاحتياط كذلك مع مرور الأعوام». وتوقع القحطاني ارتفاع أسعار النفط إلى 300 دولار للبرميل خلال الأعوام العشرة المقبلة، معللاً ذلك ب«زيادة الطلب على النفط»، محذراً من الاتجاه العالمي لاستخراج الطاقة (الوقود الحيوي) من المحاصيل الزراعية، مثل الطاقة المستخرجة من عبّاد الشمس، والمحاصيل الزراعية عموماً. وأضاف: «دخول السعودية مجال في الطاقة المتجددة والنووية السلمية سيخفض كلفة الطاقة الكهربائية»، مشيراً إلى أن التغييرات البيئية لن تؤثر في الطاقة المتجددة في المملكة، لما تتمتع به من مناخ مُشّمس، ومساحة كبيرة تبلغ شبه قارة». وزاد: «ستكون السعودية من أقل الدول التي تعاني من المشكلة البيئية، بسبب طبيعة التنوع المناخي المختلف». من جهته، استغرب الخبير الاقتصادي الدكتور محمد شمس في حديثه إلى «الحياة»، اهتمام السعودية بالطاقة المتجددة وصرف المبالغ الكبيرة لتوفيرها، معتبراً أن توافر النفط والغاز كفيل بسد حاجة السوق النفطية في العالم، وتوفير الاستهلاك اليومي في المملكة، مبيناً أن المخزون الاحتياط للمملكة من النفط يبلغ 264 بليون برميل، إذ تعد الدولة الأولى عالمياً في الاحتياط النفطي، وكذلك في الغاز. وذكر شمس أن الطاقة المتجددة حديث العالم في الوقت الراهن، خصوصاً الدول التي تستهلك كميات كبيرة من النفط لتغطية النقص لديها، أو الدول التي لا تنتج النفط من الأساس، مطالباً بالاهتمام بالجودة وليس بالعدد في الإنتاج الوطني غير النفطي، من خلال دعم القطاعات الصناعية والزراعية والصحية، إضافة إلى الاهتمام بالتعليم وجودته، إذ زاد عدد المدارس من 23 ألف مدرسة إلى 27 ألفاً خلال ال10 أعوام الأخيرة. واعتبر أن «تكاليف الصرف الباهظة على الطاقة البديلة والمتجددة، خصوصاً في الدول الخليجية غير مجدية مقارنة بما تتمتع به من ثروة نفطية، إذ إن الطاقة المتجددة تعتمد على الطقس، خصوصاً الخلايا الشمسية والرياح، والتغييرات البيئية والمناخية تؤثر في الإنتاج.