أجمع المشاركون في ندوة «الطاقة المتجددة.. بدائل النفط»، التي اختتمت البرنامج الثقافي في «سوق عكاظ»، على أهمية الطاقة المتجددة، لأنها تتولد من مصدر طبيعي غير تقليدي مستمر لا ينضب، بعد تحويله من طاقة طبيعية إلى أخرى يسهل استخدامها بوساطة تقنيات العصر. وشارك في الندوة التي أقيمت مساء أمس الأول: الدكتور أحمد القرني من المملكة العربية السعودية، ومحمد العمودي، من اليمن، ونوار ثابت، من الجزائر، وأدارها الدكتور محسن القحطاني. وأشار الدكتور أحمد القرني خلال مشاركته في الندوة إلى أن الإنسان يعيش في محيط من الطاقة، فالطبيعة تعمل من حوله دون توقف، معطية كميات ضخمة من الطاقة غير المحدودة، بحيث لا يستطيع أن يستخدم إلا جزءاً ضئيلاً منها، فأقوى المولدات على الإطلاق هي الشمس، ومساقط المياه وحدها قادرة على أن تنتج من القدرة الكهرومائية ما يبلغ 80% من مجموع الطاقة التي يستهلكها الإنسان. وأشار الدكتور القرني إلى أن الطاقة الشمسية استحوذت من كل بدائل النفط والبدائل الأخرى المتجددة على خيال الرأي العام، وصانعي القرارات واهتماماتهم، على حد سواء، حيث تدخل الطاقة الشمسية والمصادر المتجددة عناصر أساسية في برامج الطاقة لدى جميع البلدان، خاصة تلك التي تتمتع بظروف شمسية، أو حيوثرمية، أو رياحية جيدة. وأضاف الدكتور حبيب أبو الحمايل إلى أن خصائص وميزات الطاقة المتجددة تتوافر في معظم دول العالم، وهي مصدر محلي لا ينتقل، ويتلاءم مع واقع تنمية المناطق النائية والريفية واحتياجاتها، ونظيفة ولا تلوث البيئة، وتحافظ على الصحة العامة، واقتصادية في كثير من الاستخدامات، وذات عائد اقتصادي، واستمرار توافرها مضمون، وبسعر مناسب ومنتظم، كما أن الطاقة المتجددة تحقق تطوراً بيئياً واجتماعياً وصناعياً وزراعياً، وتستخدم تقنيات غير معقدة، ويمكن تصنيعها محلياً في الدول النامية. وأكد محمد العمودي أن الطاقة الشمسية تعتبر من أهم موارد الطاقة في العالم، وقد تأخر استثمارها الفعلي رغم أنها تتميز بكونها مصدراً لا ينضب، فالمملكة العربية السعودية تتلقى يومياً أكثر من مائة مليون مليون كيلووات/ ساعة من الطاقة الشمسية، أي ما يعادل قوة كهربائية مقدارها أربعة بلايين ميجاوات، أو الطاقة الحرارية التي تتولد من إنتاج عشرة مليارات من البراميل النفطية في اليوم. واتفق المشاركون في الندوة على أن المملكة بدأت في هذا القطاع عبر الجامعات ومراكز الأبحاث، فيما انضمت أخيراً له مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، حيث بدأنا في أولى خطوات طرح عطاءات مشروعات الطاقة المتجددة بالمملكة العام المقبل 2013م، وتعمل حالياً على صياغة النسخة المبدئية لطلبات تقديم العروض لتطوير مشروعات للطاقة المتجددة، مؤكدين إلى أن المملكة تعتبر من أكثر الدول المؤهلة لنجاح هذه المشروعات، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وصولاً إلى تنويع مصادر إمداد الطاقة في المملكة، وتسهيل إمداد المناطق النائية بالطاقة، وخفض تكلفتها، ونقل وتوطين الطاقة، وفتح آفاق من الفرص الوظيفية للشباب السعودي، كما إن اكتمال مشروعات الطاقة المتجددة سيساهم في تنويع مصادر الطاقة المحلية، والتقليل من الاعتماد على النفط، والمحافظة على طاقة الأجيال المقبلة، وهو ما يتوافق ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتركيز على مصادر بديلة للطاقة بهدف التقليل من الاعتماد على الثروة النفطية، والعمل على تنويع مصادر الدخل، والتوجه نحو الصناعات التي تعطي قيمة مضافة لمصادر المملكة.