نشرت صحيفة الحياة السعودية في عددها رقم 18129 ليوم الخميس 22 نوفمبر 2012 م خبر تحت عنوان “السعودية تنتج الكهرباء نوويا بعد 8 أعوام .. ب 375 بليون ريال (100 بليون دولار)”؛ حيث أعلن ذلك نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية الدكتور خالد السليمان على هامش أعمال مؤتمر دولي للبيئة تنظمة الهيئة الملكية بمدينة ينبع الصناعية. الغريب أن هذا الخبر جاء متزامنا مع ما ورد في وسائل الإعلام عن خطط ألمانيا وسويسرا واليابان عن إيقاف مفاعلاتها النووية تدريجيا خلال العشر أو العشرين سنة القادمة. هناك مقولة مشهورة تقول “لاتُعد إختراع العجلة" و “إبدأ من حيث أنتهى الآخرون“!. إذا من الأفضل لنا أن لا نبدء من حيث انتهو ونتوقف عن هذا الاتجاه وليس العكس. أعتقد أن الحل الصحيح هو توطين مشاريع استخدام الطاقة المستدامة والذي سيحقق نتائج أفضل مع الوقت من بناء المحطات النووية. والطاقة المستدامة او المتجددة (Renewable energy) كما جاء في الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) هي الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية التي تتجدد أو التي لا يمكن ان تنفذ. ومصادر الطاقة المتجددة، تختلف جوهريا عن الوقود الأحفوري من بترول وفحم وغاز طبيعي، أو الوقود النووي الذي يستخدم في المفاعلات النووية. ولا تنشأ عن الطاقة المتجددة في العادة مخلفات كثاني أكسيد الكربون أو غازاتضارة تعمل على زيادة الانحباس الحراري كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري أو المخلفات الذرية. وتنتج الطاقة المتجددة من الرياح والمياه والشمس, كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من الطاقة الحرارية الأرضية وكذلك من الطاقة المغناطيسيسة والمحاصيل الزراعية والأشجار المنتجة للزيوت. وما أقصده بتوطين مشاريع استخدام الطاقة المستدامة؛ هو تشجيع الأبحاث والأفكار والتجارب سواء المحلية او الدولية ودعوة المخترعين الذين لهم باع في هذا المجال؛ والعمل على تنفيذ أفكارهم على الواقع، ومشاركتهم في نجاحهم. بحيث نصبح في يوم من الأيام منتجين لهذه الطاقة؛ مما سيؤدي الى تخفيض التكلفة والإستثمار في هذا المجال. وخصوصا اننا لن نبدء من الصفر فهناك طائرة على وشك ان تلف العالم بإستخدام الطاقة الشمسية كما ان اننا لم نبدء بعد في إنتاج الطاقة بالرياح. اليوم نستطيع بإمتلاكنا للبترول من تخفيف تكاليف انتاج الكهرباء. وكذلك يمكننا إستيراد مولادات الكهرباء من أماكن مختلفة من العالم، ولكن عندما نبني محطات توليد الطاقة النووية فإننا مثل من “يضع رقبتة في يد غيره” لأنها ستحتاج الى كفاءات خاصة لتشغيلها وصيانتها. فالأخطاء غير مسموح بها. كما ستحتاج الى قطع غيار لا نملك لها بدائل الا من مصدر واحد وهو من وردها. ان الدول التي تبني محطات نووية هي دول قادرة على المشاركة بشيء او بأخر في تخفيف تكاليف انتاج الطاقة النووية اما نحن فمع الأسف لا نملك أي شيء مما سيزيد التكلفة أكثر مما نأمل. أخيرا، علينا أن نركز على الطاقة المستدامة أو استخدام الغاز الطبيعي عند أسوء الاحتمالات لإنتاج الطاقة الكهربائية؛ أما التوجه لبناء المحطات النووية لإنتاجها فأرجو ان لا يكون أحد خياراتنا. كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية الجبيل الصناعية بريد الكتروني : [email protected]