بحث رئيس «المجلس الإسلامي الأعلى» عمار الحكيم امس مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، في تطوير مبادرة الحكيم لعقد مؤتمر وطني، فيما قال زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر ان دعوات رئيس الحكومة نوري المالكي الى المصالحة جاءت «متأخرة». وجاء في بيان لرئاسة اقليم كردستان امس ان بارزاني بحث مع الحكيم في «اعتماد اسس بناء العراق الجديد لاحتواء الازمة والخلافات القائمة في البلاد». وأضاف أن «الجانبين ناقشا في منتجع صلاح الدين باربيل الأوضاع السياسية في المنطقة وفي العراق والوضع الأمني وخدمات المواطنين، والعلاقات بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية». وكان الحكيم رعى قبل ايام اجتماع قياديين سياسيين ورجال دين في اول اختراق لحالة الجمود منذ نحو عامين، وانتهى بمعانقة رمزية بين المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي. وقالت مصادر «المجلس الأعلى» ان الحكيم يحاول تفعيل مبادرته وصولاً الى عقد اجتماع للزعماء السياسيين لحل الازمة. وكان بارزاني والصدر، بالاضافة الى زعيم «القائمة العراقية» اياد علاوي، غابا عن اجتماع الحكيم. وأكد بيان رئاسة اقليم كردستان أن بارزاني والحكيم اتفقا على «العمل على الأسس الرئيسية التي بني عليها العراق الجديد، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار مطالب المواطنين لاحلال الأمن والاستقرار والابتعاد عن العنف». ويزور المالكي الاحد اقليم كردستان لعقد مجلس الوزراء في أربيل، بحضور رئيس حكومة الاقليم نيجرفان بارزاني. وتعد الزيارة المرتقبة اشارة الى تطور العلاقة بين المالكي وبارزاني، بعد نحو عامين من التوتر بين بغداد واقليم كردستان حول ملفات عالقة اهمها المناطق المتنازع عليها، وعقود النفط، وسلطة قوات البيشمركة الكردية، والعلاقات مع دول الجوار. الى ذلك، جدد الصدر انتقاداته للمالكي وقال إن دعوته إلى «التصالح متأخرة»، منتقداً ضمناً المصالحة الرمزية بينه والنجيفي. وقال: «أين كان المالكي طوال هذه السنوات؟ وهل القبلات والمعانقات تمحو المفخخات؟»، وأضاف في رد على سؤال لأحد اتباعه عن التظاهرات التي تشهدها مدينة الناصرية: «هؤلاء السياسيون ما زالوا دائبين على تكريس نفوذهم وتقوية سلطانهم والحفاظ على كراسيهم». وزاد أن «الخلافات السياسية والصراعات الطائفية ملأت البلد بعد الانتخابات وإلى يومنا هذا والآن يدعو رئيس الوزراء إلى السياسيين إلى المصالحة».