تعرب إسرائيل عن قلقها من انسحاب النمسا من قوة الأممالمتحدة المنتشرة في هضبة الجولان غداة معارك بين المعارضة وجنود سوريين على خط فك الاشتباك خصوصاً من مخاطر امتداد هذا النزاع. وكان الوضع هادئا صباح أمس في قطاع القنيطرة الذي شهد معارك استعاد خلالها جيش الرئيس بشار الأسد الخميس من ايدي المقاتلين نقطة العبور بين القطاعات المحتلة وغير المحتلة التي كانوا قد سيطروا عليها بضع ساعات. إلا أن الجيش الإسرائيلي يبقى في حالة استنفار في المنطقة. وقد استقدم مدرعات وتعزيزات بشرية بما فيها وحدة من الاحتياطيين مزودة بصواريخ تموز المضادة للدبابات، التي استخدمت في الأشهر الأخيرة خلال تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان، كما ذكر مراسل وكالة «فرانس برس». وطلبت السلطات العسكرية أيضاً من المزارعين في الجوار ألا يقتربوا من السياج الذي يشكل خط الفصل مع القطاع السوري. وقال الكابتن ارييه شاليكار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «اننا نراقب عن كثب ما يحصل هناك ونحن مستعدون لكل الاحتمالات. نأمل في ألاّ يصل النزاع إلى إسرائيل». وأضاف: «الأمر مقلق للغاية، لأنه من جهة هناك مقاتلون جهاديون وإسلاميون، ومن جهة اخرى قوات حكومية حليفة لحزب الله». وقال: «لا نريد حزب الله على جبهتين»، على الحدود اللبنانية وربما في الجولان. وإذا كانت أهميته رمزية أكثر مما هي استراتيجية، فإن معبر القنيطرة القريب من طريق دمشق، هو نقطة الاتصال الوحيدة بين إسرائيل وسورية. ويسلكه خصوصاً دروز من الجولان المحتل للدراسة والعمل أو الزواج في سورية. وأعربت إسرائيل عن الأسف لإعلان النمسا سحب جنودها ال 378 الموجودين في إطار قوة مراقبة فض الاشتباك بسبب «أحداث» القنيطرة، ويمكن أن يبدأ هذا الانسحاب في 11 حزيران (يونيو) الجاري. وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية «على رغم تقديرنا للمساهمة النمساوية منذ فترة طويلة وتمسكها بالحفاظ على السلام في الشرق الأوسط، نأسف لهذا القرار ونأمل في ألاّ يؤدي إلى تصعيد إضافي في المنطقة»، داعية الأممالمتحدة إلى تأكيد بقاء قوة مراقبة فك الاشتباك.