أعلنت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن رئيس تحريرها السابق بن برادلي الذي أشرف على تغطية فضيحة «ووترغيت» التي أطاحت الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، توفي في منزله الثلثاء عن 93 سنة لأسباب طبيعية. وشغل برادلي منصب رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة بين عامَي 1968 و1991 وأصبح من أبرز الشخصيات في واشنطن وفي تاريخ الصحافة لأنه حوّل «واشنطن بوست» من صحيفة لا تميل إلى المغامرة إلى واحدة من أكثر الصحف حيوية ورصانة في الولاياتالمتحدة. وخلال تولّيه رئاسة تحرير الصحيفة، حازت أربع جوائز «بوليتزر» و17 جائزة أخرى للخدمة العامة على خلفية تغطية فضيحة «ووترغيت». وكان برادلي فخوراً بالصحافيين اللذين يعملان في «واشنطن بوست» كارل برنستين وبوب وودوورد اللذين كان لهما الدور الأكبر في القضية، وقال إن ذلك أعطى الصحيفة «تأثيراً»، وهي كلمته المفضلة في وصف مهمة الصحافة. فهو كان يريد أن يكون للمطبوعة حضور في المشهد السياسي والإعلامي الأميركي. وغيّرت فضيحة ووترغيت وجه الصحافة الاستقصائية السياسية وكانت موضوع كتاب ثم فيلم بعنوان «كل رجال الرئيس»، أدار فيه المخرج آلن ج باكولا الممثلين روبرت ردفورد وداستن هوفمان. وقال وودوورد وبرنستين في بيان مشترك نشرته الصحيفة إن «بن كان صديقاً ومديراً عبقرياً في الصحافة». وفي مسيرته الصحافية غطّى برادلي أحداثاً دولية مهمّة منها حرب فيتنام وحرب استقلال الجزائر ومؤتمرات السلام في جنيف، وزفاف الممثلة الأميركية غريس كيلي وأمير موناكو رينييه. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن «الصحافة كانت لبرادلي أكثر من مهنة، كانت شأناً عاماً حيوياً لديموقراطيتنا». ولبرادلي كتابان هما «محاورات مع كينيدي» عن صداقته مع الرئيس الراحل جون كينيدي، ومذكراته «حياة جيدة»، وقد حققا مبيعات كبيرة. وقد فازت الصحيفة بفضل كشفها هذه الفضيحة بجائزة بوليتزر في حين اضطر بسببها الرئيس الأميركي في حينه ريتشارد نيكسون إلى الاستقالة في 1974. ولد برادلي في 1921 في بوسطن ودرس في جامعة هارفرد، ثم عمل في مكتب الاتصال التابع لسلاح البحرية الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية.