تشهد العلاقات السعودية الإندونيسية تطوراً في المجالات كافة، خصوصاً في التعاون الإسلامي. وشدد وزير الشؤون الدينية الإندونيسي الدكتور الحاج سوريا درما، على أن العلاقات بين الرياض وجاكرتا أزلية ويجب تعزيزها أكثر فأكثر في كل المجالات الدينية والتعليمية، وقال: «إن إندونيسيا مستعدة لاستضافة الندوات العالمية الإسلامية»، معرباً عن أمله في أن تصبح المملكة وبلاده مركزين للتعاون بين الدول الإسلامية. ورفع درما - بحسب وكالة الأنباء السعودية - خلال مشاركته أمس (الخميس) في اختتام الندوة التي نظمتها الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، بالتعاون مع مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والحضارات في الجامعة الإسلامية بجاكرتا، شكره إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على مبادرته في الحوار بين أتباع الديانات والثقافات. وقال: «إن الإسلام يواجه الكثير من الأمور التي تتعلق بالإرهاب والعنف في بعض الدول من أنحاء العالم، وإن الكثيرين قالوا إن السبب في ذلك هو التعاليم الإسلامية وهو ادعاء باطل ونحن المسلمون في العالم نؤكد بأنها خاطئة». فيما دعا مدير الجامعة الإندونيسية الدكتور إيدي حميد، إلى مواجهة مشكلات العنف والإرهاب والفقر والجهل في شكل مناسب، مؤكداً أن «من القضايا التي تعلو في الساحة وقد تؤدي إلى ظهور المشكلات قضيتا التعددية والعولمة». وشدد الأستاذ المشارك في الجامعة الإسلامية الإندونيسية الدكتور غوميلار سومانتري، على أن «المملكة منذ قديم الزمن كانت وما زالت مركزاً للحضارة الإسلامية»، مؤكداً «ضرورة قيام المؤسسات العلمية والإعلامية في العالم الإسلامي بإبراز وترسيخ المبادئ التي دعا إليها ديننا الإسلامي الحنيف». بناء ثقافة حوار عالمي وأشاد مسؤولون سعوديون خلال اختتام ندوة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات في الجامعة الإسلامية الإندونيسية بجاكرتا أمس، بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في بناء جسور الثقة وتوفير البيئة والآليات المناسبة لبناء ثقافة حوار عالمي، مؤسس على قيم التسامح والعدالة والسلام والوسطية المتوازنة. وأكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس المبارك، أهمية العلاقات السعودية الإندونيسية في خدمة الإسلام والمسلمين، وقال: «إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كرست مبادئ الحوار والعمل للتقريب بين المذاهب ووحدة الأمة والتسامح والحوار، فلقد أَمرَنا الله بحوار أهل الكتاب ومجادلتهم بالتي هي أحسن، وذلك بدعوتهم وتنبيههم على حجج الله وآياته بالحكمة». من جانبه، أشار مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر إلى أن «الثقافات والحضارات الإنسانية المتنوعة والأديان تحوز على رؤى لمجابهة التحديات التي تعصف بالجنس البشري برمته، وتشترك جميعها في مسعاها لتقديم الحلول الناجعة لأزماته وتجاوز التحديات التي تواجهه بما تمتلك من التجربة الإنسانية»، موضحاً أن «مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، التي أطلقها قبل أكثر من سبعة أعوام، تؤسس لمكارم الأخلاق والصدق والأمانة والعدل، وتحارب الإرهاب والتعصب وازدراء الأديان والثقافات». وفي ذات السياق، جدد مدير الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الدكتور محمد العقلا، تأكيده على أن «مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، هي مبادرة عالمية تستهدف الوصول إلى النتائج والقواسم المشتركة بين أتباع هذه الديانات، ليتحقق التعايش السلمي بينهم»، مشيراً إلى «الدور الكبير البارز للدين الإسلامي في تأسيس وتعزيز تلك القيم الأخلاقية العظيمة»، وأنه «لا يتعارض على الإطلاق، بدعوته ورسالته، مع العصر الحديث». وأشاد العقلا بالتجاوب والتعاون الذي وجده من مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتفعيل هذه المبادرة، منوهاً بالتفاعل الذي أبداه وزير الشؤون الدينية الإندونيسي، واصفاً رعاية واهتمام جاكرتا بالندوة ب«الكبير»