صعَّد الحكم في مصر من حملته في مواجهة نشطاء المعارضة، قبل أسابيع من تظاهرات يروج لها على نطاق واسع للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. وأحالت النيابة المصرية 11 ناشطاً سياسياً، بينهم أحمد دومة، على المحاكمة بتهمة التحريض على أعمال العنف، بعد يومين من حكم قضائي بحبس دومة ستة أشهر بعد إدانته بإهانة الرئيس محمد مرسي. ويأتي هذا التحرك بينما استنفرت جماعة «الإخوان المسلمين» لمواجهة التظاهرات التي تبنت الدعوة لها حركة «تمرد» في 30 الشهر الجاري، الذي يتزامن مع الذكرى الأولى لتولي مرسي سدة الحكم، فاستدعت الأحزاب الإسلامية للاجتماع. وعلمت «الحياة» أن الجماعة ستحشد أنصارها للتظاهر في يوم تظاهرات معارضيها نفسه. وتضم لائحة المحالين على المحاكمة، أمس، إضافة إلى دومة كلاً من: علاء عبدالفتاح وحازم عبدالعظيم وكريم الشاعر ونوارة نجم وأحمد الصحافي، إضافة إلى 6 آخرين، وجميعهم من المعارضين بشدة لاستمرار الرئيس المصري في منصبه. ووجّهت النيابة إليهم اتهامات تتعلق ب «التحريض على اقتحام مقر الإخوان المسلمين» خلال التظاهرات التي خرجت في 22 آذار (مارس) الماضي في محيط مقر الإخوان في ما سُمّي جمعة «رد الكرامة» والتي شهدت اشتباكات بين أعضاء في الجماعة ومعارضيها سقط خلالها عشرات الجرحى، إضافة إلى «إتلاف الممتلكات العامة والخاصة والتعدي على قوات الشرطة، وإشاعة الرعب والفوضى بين المواطنين». ومن المفترض أن تحدد المحكمة خلال أيام قليلة أولى جلسات المحاكمة. وزاد قرار النيابة من غضب المعارضة التي اعتبرته في إطار «حملة ممنهجة يشنها النظام في مواجهة معارضيه». وقال رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة إن إحالة دومة على محكمة الجنايات «باطل لأنه اتهام بارتكاب جريمة مستحيلة هي الاعتداء على جماعة الإخوان التي أنشئت وسُجّلت قانوناً بالأمس»، فيما أكد مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي مشاركته في تظاهرات 30 حزيران (يونيو) الجاري، مشدداً على أنه «لا بديل عن رحيل النظام الحالي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة». في المقابل، سعت جماعة «الإخوان» إلى تسوية خلافاتها مع الأحزاب الإسلامية في مقدمها «حزب النور» (السلفي) الذي تماهت مواقفه في الفترة الأخيرة مع مواقف قوى المعارضة الليبرالية واليسارية. فاجتمع حزب «الحرية والعدالة» (الحاكم) أمس مع الأحزاب الإسلامية «النور» و «الوسط» و «البناء والتنمية» و «الوطن» و «الفضيلة» و «الأصالة» و «العمل» و «التوحيد العربي» و «الإصلاح والنهضة» و «الشعب»، للتشاور حول الوضع الراهن. ورأى نائب رئيس «الحرية والعدالة» عصام العريان أن تظاهرات 30 الشهر الجاري «جزء من المشهد العام الذي تمر به مصر»، مشيراً الى أن قوى الإسلام السياسي ناقشت أمس «كيفية مواجهته»، فيما كشف قيادي بارز في الجماعة ل «الحياة» أن «الإخوان» يستعدون لتنظيم تظاهرات واسعة في أحد ميادين القاهرة وعدد من المحافظات تتزامن مع تظاهرات المعارضة. وقال: «لن نترك لهم الميادين. سنظهر لهم حجم التأييد الشعبي الذي يحظى به الرئيس محمد مرسي». وعلى النهج نفسه، سار القيادي في «الجماعة الإسلامية» عاصم عبدالماجد الذي أكد أن اتصالات تجرى مع القوى الإسلامية لحشد الجماهير لمواجهة ما اعتبره «محاولات الانقلاب على الشرعية». وأوضح أن «هناك مشاورات تجرى الآن مع القوى والأحزاب الإسلامية لحشد الجماهير في 30 حزيران لمواجهة محاولات الانقلاب على الشرعية من قبل أنصار التيار الليبرالي والشيوعي والمسيحي المتطرف». وأضاف: «لذلك جاء القرار بالحشد والاعتصام في الميادين العامة أيام 28 و29 و30»، و «الاستعداد للمواجهة المتوقعة من قبل هؤلاء المتطرفين»، مؤكداً أنهم سيردون الإساءة بالإساءة.