أوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر بن معمر أن المناداة بجعل الحوار طريقاً لعلاقات إنسانية بين كل دول العالم، لا تؤكد عليه فقط السياسات والمصالح وإنما الأديان والأعراف الأخلاقية، «وأن ما طرحه خادم الحرمين الشريفين في مبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ينتصر للعقل على إثارة الحروب التي لم تستطع أبداً أن تكون بديلاً موضوعياً في حلقات الصراع التاريخية»، مشيراً إلى أن المبادرة بهذا المفهوم الإنساني - توجه سعودي مميز نحو الحوار مع الذات والآخر المسلم وغير المسلم عالمياً، تأكيداً على أن التعايش إنما يعتمد على المشتركات الإنسانية - خاصة الإيمان بالله والقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية التي تمثل جوهر الدين تحقيقاً للعدل والأمن والاحترام وعدم التمييز واحتراماً لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية وصيانة للأسرة ومكافحة للتطرف والكراهية». وأشار، في كلمة ألقاها في الندوة الدولية الثانية لمبادرة خادم الحرمين، التي أقامتها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالتعاون مع الجامعة الإسلامية العالمية في إندونيسيا أمس بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، إلى أن تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا كمؤسسة دولية مشتركة بين المملكة العربية السعودية والنمسا وإسبانيا وبمشاركة الفاتيكان يمثل ترجمة لهذه المبادرة العالمية للحوار. وقال ابن معمر إن المبادرة جاءت في وقتها المناسب «رداً حضارياً وإنسانياً على دعاوى الصراع والصدام والحملات العدائية الضارية على الإسلام والمسلمين، واتهامهم بالإرهاب والتطرف، وفي الجانب الآخر تطاول على الأنبياء والرسل والمقدسات، واتساع خطر الدعوات إلى الكراهية والإقصاء»، مؤكداً أن المبادرة «تجمع مراحل خطوة تاريخية لقيادة حركة التعايش وترسيخ الاعتدال بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة».