احتفل آلاف من أنصار حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينتي اربيل والسليمانية بذكرى تأسيس حزبهم، في غياب زعيمه الرئيس جلال طالباني الذي لا يزال يتلقى علاجاً طبياً في المانيا، فيما تبدو حملة انتخابية مبكرة، سبقه فيها حليفه الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وسط خلافات حادة إزاء مسودة دستور الإقليم. ويقف حزب طالباني إلى جانب المعارضة، في مواجهة الضغوط التي يمارسها «الديموقراطي» من اجل طرح مسودة الدستور على الاستفتاء، والتي تمنح بارزاني حق الترشح لولايتين جديدتين لرئاسة الإقليم، والذي أعطى مؤشرات عن التوجه لتعديل «الاتفاقية الاستراتيجية» الموقعة العام 2007 وتنتهي في تموز (يوليو) المقبل، بعد أن قررا خوض الانتخابات ولأول مرة بقائمتين منفردتين، والمقرر اجراؤها في ايلول (سبتمبر) المقبل، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية. وفي رد على إعلان بارزاني أمام الآلاف من أنصاره في اربيل بمناسبة ثورة «كولان» الكردية تمسكه بطرح الدستور على الاستفتاء كونه «تجاوز مراحله القانونية»، شدد نائب زعيم «الاتحاد» كوسرت رسول علي خلال كلمة في احتفال لمناسبة الذكرى ال 38 لتأسيس الحزب، على «ضرورة إعادة المسودة إلى البرلمان لتعديلها وتمريرها وفق إجماع وطني». وذكر أن الحزب «يسعى إلى وحدة الصف، وأن يتحقق توافق وطني على القضايا المصيرية»، مشيراً إلى أن «تأسيس الاتحاد أنهى بشكل نهائي حالة الحزب الواحد في الاقليم». وأعلنت هيرو ابراهيم عقيلة طالباني الذي يعالج في مستشفى بألمانيا في احتفال بالسليمانية أنها «تحدثت معه عبر الهاتف، وقال كونوا مطمئنين، أنا بصحة جيدة، وسأعود وأنا بصحة أفضل». ويرى مراقبون أن احتفالات الحزبين تعد مؤشراً لدخول الحزبين مبكراً مرحلة الدعاية الانتخابية، وسعى كل طرف إلى فرض حضوره وجماهيريته تمهيداً لمرحلة جديدة قد تقلب موازين القوى. وتحدثت وسائل الاعلام الكردية عن وقوع مشاحنات عقب الاحتفال بين أنصار «الديموقراطي» و «الاتحاد» في اربيل ومصيف صلاح الدين الذي يتخذه بارزاني مقراً له، وهم يطلقون هتافات تمجد اسم الزعيمين. وأفادت بأن بعضاً من أنصار بارزاني احرقوا علم حزب طالباني، في مشهد يعيد إلى الاذهان انطلاقة شرارة الحرب بين الحزبين العام 1994، والتي قسمت الإقليم إلى إدارتين في اربيل والسليمانية، قبل أن يتوصلا إلى اتفاق العام 1998 بوساطة أميركية. في موازاة ذلك، اتهمت المعارضة الحزبين باستغلال سلطتهم في «استخدام المؤسسات والممتلكات الحكومية لأغراض حزبية»، فضلاً عن استغلالهما «للمناسبات الوطنية، وجعلها حزبية». وأعلن مركز «ميترو للدفاع عن الحريات الصحافية» تعرض عدد من الصحافيين الى «اعتداءات».