دعا الرئيس العراقي زعيم «الاتحاد الوطني الكردستاني» جلال الطالباني، «الرفاق القدامى»، في أشارة إلى قادة حركة «التغيير» المعارِضة الذين انشقوا عن حزبه، إلى «مراجعة التاريخ»، لمناسبة الذكرى ال36 لتأسيس الاتحاد. وأفادت المعارضة أن الشيء المهم الذي تنتظره هو اجتماعها المرتقب مع الحزبين الرئيسين السبت المقبل، للخروج من الأزمة التي تعصف بالإقليم منذ أحداث 17 شباط (فبراير) الماضي. وقال طالباني في كلمة ألقاها أمام المئات من أنصاره في السليمانية في مناسبة تأسيس «الاتحاد الوطني» مساء اول من امس، إن «نضال الحزبين (الرئيسين)، هو الذي هيَّأ الأرضية للمعارضة الإسلامية للنضال السياسي، وللانتخابات وتشكيل الحكومة»، مبيِّناً أن الأحزاب الإسلامية «استفادت من تلك المكاسب وشكلت تنظيماتها». ووصف رفاق حركة «التغيير» التي انشقت عن الاتحاد ب «الرفاق القدامى»، ودعاهم إلى «مراجعة تاريخهم بالمقارنة مع الحاضر»، مشيراً إلى عدم إمكان حدوث تغيير من دون «تعاون الاتحاد والحزب الديموقراطي». وقال محمد فرج، القيادي في «الاتحاد الإسلامي»، رداً على تصريحات طالباني، إن «انتفاضة عام 1991 هي التي هيأت لتأسيس هذه التجربة في إقليم كردستان، بمشاركة كل الأحزاب في الجبهة الكردستانية التي كانت الأحزاب الإسلامية تشارك فيها». وأوضح أن «المهم الآن هو الاجتماع الأولي المقرر عقده السبت المقبل في مبنى البرلمان بين السلطة والمعارضة بهدف الخروج من الأزمة السياسية». وقال الناطق باسم «التغيير» محمد توفيق رحيم ل»الحياة»، إن «كلمة طالباني لم تأت بجديد، وأهم شيء بالنسبة إلينا وإليهم هو الاجتماع المرتقب»، نافياً مشاركة أعضاء في «التغيير» في احتفالات ذكرى تأسيس «الاتحاد الوطني». وشهدت مدينتي السليمانية وأربيل احتفالات أقامتها تنظيمات «الاتحاد الوطني»، وركزت الكلمات التي ألقيت على أهمية التحالف الإستراتيجي مع الديموقراطي الكردستاني». ووصف النائب الأول للامين العام للاتحاد كوسرت رسول علي، خلال احتفال في أربيل، التحالفَ الإستراتيجي بأنه «أساس نجاح تجربة إقليم كردستان»، فيما اعتبره رئيس إقليم كردستان زعيم «الحزب الديموقراطي» مسعود بارزاني، مهماً «لحماية المكتسبات الكردية». وتأسس «الاتحاد الوطني» في 1 حزيران (يونيو) 1975 بزعامة طالباني، الذي انشق عن «الحزب الديموقراطي» وضم 5 قوى كردية مختلفة، أبرزها «مجموعة كادحي كردستان» بزعامة نوشروان مصطفى، الذي انتُخب نائبا لرئيس الحزب، وفي عام 2009 انشق مصطفى وأعلن تشكيل حركة «كوران» (التغيير) كأول حركة معارضة في إقليم كردستان، وحصلت في الانتخابات التشريعية على 25 مقعداً من مجموع 111 مقعداً برلمانياً.