قال رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء عيسى هلال الكواري، "إن قطر تسعى لاستثمار الفائض الحالي من الكهرباء بالتوسع في عمليات البيع للدول الخليجية من خلال "شبكة الربط الخليجي"، حيث تحتاج بعض الدول لسد الاحتياجات من الكهرباء في أوقات الذروة. وأضاف الكواري ، وهو رئيس "الاتحاد العربي للكهرباء"، على هامش اجتماعات تتعلق بهيئة الربط الكهربائي الخليجي، بدبي، منذ يومين، أن قطر تنتج حالياً نحو 8700 ميغاوات من الكهرباء، وهي تغطي كامل احتياجات الدولة حتى عام 2016. وأشار إلى أن الاستثمارات الحالية في قطاع الكهرباء في قطر تبلغ نحو 15 بليون ريال قطرى "4.12 بليون دولار"، تتوزع على قطاع الإنتاج بنحو 5 بلايين ريال، فيما تصل الاستثمارات في شبكات النقل وشبكات التوزيع نحو 10 بلايين ريال. وتعد المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) الجهة المسؤولة بشكل رئيسي عن تلبية احتياجات قطر من الكهرباء والماء. وكانت قطر قد دشنت في مايو/ أيار 2011، أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية في الدولة، وهو مشروع رأس قرطاس للكهرباء في مدينة راس لفان الصناعية، كمشروع حيوي واستراتيجي لتغطية احتياجات البلاد من الكهرباء حتى 2016، بتكلفة تقارب 4 بلايين دولار وبطاقة 2730 ميغاوات من الكهرباء، بالإضافة إلى إنتاج نحو 63 مليون جالون من المياه المحلاة. وأشار الكواري إلى أنه بالرغم من فائض الإنتاج الحالي، إلا أن قطر تخطط لإنشاء محطة جديدة لتوليد الكهرباء خلال السنوات الثلاث المقبلة حتى عام 2016 بطاقة تتراوح بين 1500-2000 ميغاوات، مشيراً إلى أن المؤسسة بدأت في مرحلة العطاءات لإنشاء المحطة، ولكن لم يتم تحديد التكلفة الاستثمارية حتى الآن. وحول الخطط المزمع تنفيذها لمواجهة الاحتياجات الكبيرة المرتبطة بخطط استضافة "مونديال 2022" قال الكواري، إن هناك مشاريع ضخمة يتم إنشاءها حالياً في قطر، منها مشروع سكك حديدية، وميناء جديد، والكثير من المشاريع المتعلقة بالمونديال، وهناك احتياجات ضخمة حتى 2022 نقوم حالياً بتقديرها، وسوف نعلنها خلال فترة قريبة". وأكد الكواري أن قطر تسعى لاستثمار الفائض الحالي في الكهرباء، بالتوسع في عمليات البيع للدول الخليجية عبر "شبكة الربط الخليجي" حيث تحتاج بعض الدول لسد الاحتياجات في أوقات الذروة. ووفقاً لتقرير أصدرته شركة "المركز" الكويتية في أبريل الماضي، فقد ضاعفت قطر طاقتها الاستيعابية في قطاع الكهرباء خلال الفترة من 2009 حتى 2011، ونتيجة النمو السريع تتمتع قطر حالياً بهامش احتياطي كبير من الكهرباء يصل إلى حوالي 40%. ويقدر استهلاك دولة قطر حاليا من الطاقة الكهربائية بنحو 5300 ميغاوات. ويأتي الفائض الكبير في الطاقة بالرغم من الارتفاع الكبير فى معدل الاستهلاك اليومي للفرد من المياه والكهرباء في قطر والذي يعد من أعلى المعدلات في العالم، حيث يبلغ استهلاك الفرد من الطاقة الكهربائية 12900 كيلو وات/ ساعة، مقابل 5700 كيلو وات/ ساعة، للفرد في أوروبا، كما يبلغ معدل استهلاك الفرد من المياه في قطر نحو 418 لتر/يوم، مقارنة بما يعادل 170 لتر/ يوم في أوروبا. وتابع الكواري، "نعمل على تشجيع عمليات تبادل الكهرباء، ضمن شبكات الربط الخليجي، ومستقبلاً مع شبكات الربط الأخرى ومنها الشبكة العربية المزمع تنفيذها خلال السنوات المقبلة، وكذلك شبكات الربط الإقليمي، لاستثمار فائض الإنتاج الحالي، والاستفادة من الميزة النسبية في سعر الإنتاج لدينا والذي يتميز بالانخفاض نتيجة الاعتماد على الغاز الطبيعي". وحول توجهات قطر لتوسيع استثمار فائض الطاقة الكهربائية لديها عبر شبكة الربط العربي المزمع إنشاءها، قال رئيس "الاتحاد العربي للكهرباء"، إن فكرة الربط العربي الكبير يقوم على فلسفة أخرى تعتمد على التبادل بين الشرق والغرب. وأوضح أن هناك دراسة تتم حالياً بين "الاتحاد العربي للكهرباء"، وجامعة الدول العربية لمشروع الربط العربي الكبير، وسيتم عرض الدراسة على مجلس الوزراء العرب خلال اجتماعهم المقبل. وأوضح أنه، في حالة إتمام هذا المشروع الكبير، سيكون هناك فرصة قوية للتبادل، وهو يقوم على فارق التوقيت بين الدول العربية من الخليج شرقا وحتى دول المغرب العربي غرباً، والاستفادة من وفرة الغاز في الخليج. وكان وزراء الكهرباء العرب قد اتفقوا الشهر الماضي، على إنجاز الربط الكهربائي الشامل بين الدول العربية بحلول 2020 واستكمال الإجراءات المتعلقة بمساهمة "الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي" و"البنك الدولي" في تمويل دراسة الربط الكهربائي الشامل للدول العربية. ويحتاج الربط العربي لوقت طويل، وفقاً للكواري، لأنه يحتاج إلى بنية تحتية قوية لقطاع الكهرباء في كافة الدول العربية التي سيتم ربطها ضمن الشبكة العربية، وهو أمر غير متوافر بشكل كامل حالياً في جميع الدول، حيث توجد دول عربية لديها بنية تحتية قوية يمكنها تنفيذ الربط حالياً، وهناك دول تحتاج لاستثمارات كبيرة حتى تتمكن من دخول هذه المنظومة. وأوضح أنه بشكل مرحلي نجد دول الخليج انتهت فعلياً من عملية الربط، وكذلك دول المغرب، مشيراً إلى إمكانية تنفيذ ربط أيضا عن طرق العراق إلى تركيا وأوروبا، كأحد الخيارات المطروحة. ووفقاً لتقرير سابق ل"الاتحاد العربي للكهرباء" يرتفع الطلب على الطاقة الكهربائية في الوطن العربي بمعدلات تتراوح بين 6-12% سنوياً، وهي معدلات مرتفعة مقارنة بمعدل العالمي الذي يصل إلى 3%. 1 دولار أميركي = 3.64 ريال قطري