شن مقاتلو المعارضة السورية امس هجوماً على مواقع في الرستن بريف حمص لتخفيف الضغط على مدينة القصير التي تخضع لحصار وقصف جوي من قبل قوات النظام مدعومة من «حزب الله». فيما استعادت هذه القوات السيطرة على بلدتي الطليسية والجنينة ذات الغالبية العلوية في ريف حماة في وسط سورية، بعد اسابيع من الاشتباكات اثر استيلاء مقاتلي المعارضة عليهما. ونوه «الائتلاف الوطني» ب»بسالة وشجاعة» مقاتلي المعارضة في «ملحمة القصير التاريخية»، بعدما جدد مطالبته ب «رحيل» الرئيس بشار الاسد قبل الموافقة على المشاركة في مؤتمر «جنيف - 2». وافاد نشطاء امس ان مقاتلي المعارضة هاجموا مواقع للحكومة السورية في الرستن رداً على قصف القصير. واظهر شريط فيديو مقاتلين من المعارضة وهو يتحركون عبر ارض مكشوفة لمهاجمة نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري في بلدة الرستن. ويقول صوت في التسجيل المصور ان الهجوم خططت له ونفذته «جبهة التوحيد» التي تضم كتائب «رجال الله» و»الفيلق» و»حمزة»، حيث قام المشاركون باطلاق رشاشات من سيارات رباعية الدفع. وافاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان القتال بات يدور داخل القصير وقرى محيطة بها تسيطر عليها قوات الأسد، حيث تشبث مقاتلو المعارضة مدعومين من كتائب مقاتلة جاءت من حلب شمالا ومناطق اخرى، للدفاع عن المدينة الاستراتيجية في وسط سورية وقرب الحدود مع لبنان، في وجه زيادة ارسال النظام و»حزب الله» تعزيزات تحت غطاء من القصف الجوي تضمنت امس وصول 15 دبابة وكاشفات ضوئية وصواريخ حرارية موجهة. وقال «الائتلاف الوطني» في بيان اصدره امس ان المقاتلين في القصير «اجمعوا على كلمة واحدة وتحت لواء واحد وهدف واحد، هو دحر الغزاة وطرد المعتدين وتحرير البلاد». في المقابل، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الطرفين الى «تحييد المدنيين» وإفساح المجال امامهم لمغادرة المدينة، وفق ما اعلن المتحدث باسمه مارتن نيسيركي امس. وقال ان بان «يحض جميع الاطراف على بذل اقصى جهدهم لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين»، مذكراً الحكومة السورية ب «مسؤوليتها عن حماية المدنيين الذين تحت سلطتها على ان يشمل ذلك تهديد الميليشيات». وطلب الامين العام «من المتقاتلين ترك المدنيين المحاصرين يغادرون المدينة». وامام استمرار النظام بعملياته العسكري وقصف مناطق مختلفة في البلاد، جدد «الائتلاف» اشتراطه «رحيل» الأسد عن السلطة و»وقف عاجل» للأعمال العسكرية لقوات النظام و»حزب الله» وإيران في سورية للذهاب إلى مؤتمر «جنيف - 2». وقال ان الأسد «كشف» في مقابلته الأخيرة مع قناة «المنار» اللبنانية عن «العلاقة العضوية والفئوية التي تربطه ب «حزب الله»، وطبيعة دوره في المشروع الإيراني القومي - المذهبي كممرر ومسوّق ورأس حربة فيه». وفيما استعادت قوات النظام السيطرة على بلدتي الطليسية والجنينة ذات غالبية علوية في ريف حماة في وسط سورية، بعد اسابيع من الاشتباكات اثر استيلاء مقاتلي المعارضة عليهما، حصلت مواجهات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط حاجز «البرنس» في بلدة النعيمة في ريف درعا جنوبا، مع ورود انباء عن سيطرة الكتائب المقاتلة على الحاجز. وفي حلب شمالا، قام لواء مقاتل في الريف الغربي بنصب حواجز لمقاتلين مواليين للمحكمة الشرعية في الريف الغربي للضغط على المحكمة لاطلاق سراح معتقلين من لواء مقاتل كانوا قاموا بعمليات سلب ونهب مزارع بخان العسل وقطع الطرق بحسب ما نقل «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن نشطاء في المنطقة. وذكر ان الهيئة الشرعية اعدمت قائد لواء «جيش محمد» وأحد مساعديه بتهمة تورطهما في جرائم نسب وقتل قائد كتيبة معارضة في حي المشهد في مدينة حلب قبل اشهر. وكان قائد لواء «جيش محمد» سلم نفسه ل»الهيئة».