قال الكولونيل زفيكا حاييموفيتش الضابط في القوات الجوية الاسرائيلية ان اسرائيل ترصد كل صاروخ ثقيل يُطلق في الحرب الاهلية السورية وتحرص على درس قواعد القتال ونشر القوات وتتأهب لإحباط أي مبادرة هجوم على اراضيها. وأضاف ان عمليات الاطلاق في اتجاه الجنوب التي تقوم بها قوات الرئيس بشار الاسد ضد المعارضين السوريين تعطي اسرائيل ثواني معدودة فقط لتحدد انها ليست الهدف الحقيقي وهو فارق دقيق حيوي لتجنب قوة نيران لم تشهدها المنطقة. وأبلغ الضابط وكالة «رويترز» في قاعدته في بلماخيم جنوب تل ابيب أن «بطاريات الصواريخ السورية في حالة استعداد عالية للعمل وجاهزة لاطلاق النار بعد وقت قصير من صدور الامر. كل ما تحتاج الى عمله هو تغيير بضع درجات في المسار لكي تعرضنا للخطر». ويقول ناشطون من المعارضة السورية ان جيش الاسد أطلق عشرات الصواريخ المدمرة من طراز «سكود» على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الأشهر الستة الاخيرة من ترسانة صواريخ باليستية يُعتقد انها بالمئات. وتعطي أجهزة الرادار، التي تغطي مسافات طويلة، بيانات فورية عن القصف الى مقر قيادة حاييموفيتش حيث يتأهب الضباط لتنشيط «ارو 2» وهي درع صاروخية اسرائيلية مدعومة من الولاياتالمتحدة لم تُختبر بعد في معركة. وتؤدي عمليات الاطلاق الأكثر خطورة الى انطلاق صافرات الانذار في انحاء بلماخيم التي تنتظر فيها الطائرات الاوامر حتى تقلع على وجه السرعة. وقبل اندلاع الحرب الاهلية السورية التي بدأت قبل أكثر من عامين كانت جبهة القتال بين اسرائيل وسورية مستقرة طوال عدة عقود. ولم يكن خبراء الاستراتيجية الاسرائيليون يرون خطراً يذكر في الجيش السوري الذي يملك اسلحة سوفياتية متقادمة ولا حتى من الرؤوس الحربية الكيماوية التي تقول تقارير انه يملكها. لكن هذه القناعة تعود الى الزمن البعيد. وقال حاييموفيتش انه «على رغم ان اسرائيل ظلت بعيدة عن القتال إلا انه وبقية كبار الضباط يجرون تقويماً منتظماً للمعارك بخاصة اطلاق الصواريخ من جانب قوات الاسد». وأضاف: «اننا ننظر الى كل الجوانب من أداء الاسلحة الى الطريقة التي يستخدمها بها السوريون. لقد استخدموا كل ما أعرف بوجوده في ترسانتهم من الصواريخ. انهم يحققون تحسناً طوال الوقت وكذلك نحن لكننا نحتاج الى درس ذلك وأن نكون مستعدين». ولم يذكر بالتفصيل كيف تحدد اسرائيل ان الصاروخ الذي اطلق في اتجاهها لن يعبر الحدود واكتفى بالقول ان العملية تستغرق «بضع ثوان وليس أكثر من ذلك». وقال خبير اسرائيلي آخر طلب عدم الكشف عن هويته ان العملية تشمل تحليلاً يستغرق جزءاً من الثانية لقوة الاطلاق ومعلومات استخبارات حديثة في شأن نيات الاسد. وعندما سئل بشأن تقرير في القناة العاشرة بأن الاسد استخدم ما يصل الى نصف مخزونه من صواريخ «سكود» ضد المعارضين قال حاييموفيتش: «هذا يبدو معقولاً»، لكنه نبه الى ان دمشق ربما تم تعويضها من جانب حلفائها الاجانب. ويشرف حاييموفيتش أيضاً على صواريخ القبة الحديد القصيرة المدى الاعتراضية وعلى التنسيق بين اسرائيل ونظم الدفاع الجوي الاميركية. ووصف سورية بأنها جزء من جبهة شمالية ضبابية مع لبنان. وقصفت اسرائيل سورية ثلاث مرات على الاقل هذا العام لتدمير ما وصفته مصادر استخبارات بأنه اسلحة متقدمة يجرى نقلها الى «حزب الله» الذي أطلق 4000 صاروخ على الدولة اليهودية في حربهما الحدودية عام 2006. ولمحت سورية و «حزب الله» الى اعمال انتقامية وهو سيناريو تفترض اسرائيل انه يمكن ان يتسع ليشمل اطلاق صواريخ من جانب ايران وفلسطينيين في غزة. وقال حاييموفيتش انه في مثل هذه الظروف «الجبهة الداخلية لاسرائيل ستتعرض للضرب لكننا لن نصاب بالشلل، وأعتقد اننا سنضمن ذلك من خلال ضمان ان يكون القتال قصيراً». وامتنع عن تأكيد ما قاله مصممو الصاروخ «ارو» انه يحقق 90 في المئة معدل اصابة للهدف وإسقاطه. لكنه قال ان اسرائيل عززت النشر الى أكثر من اربع بطاريات صواريخ في انحاء اراضيها للسماح بالاعتراض المتكرر لأي صواريخ قادمة. وقال: «اعتزم العمل لضمان ان تكون لدينا فرصتان على الاقل لاعتراض الصواريخ. لم يطلب منا بعد العمل في الجبهة الشمالية لكنني أعتقد ان هذا سيحدث». وشدد على ان «مهمتنا هي تحمل أي أزمة والقيام بالدفاع اللازم».