في وقت يؤكد رئيس الوزراء الباكستاني المنتخب نواز شريف أن هجمات الطائرات الأميركية بلا طيار التي تستهدف منذ العام 2004 متمردي حركة «طالبان باكستان» وتنظيم «القاعدة» في منطقة القبائل (شمال غرب) وأسفرت عن مقتل مئات من المدنيين، هي «تحدٍ خطير» لسيادة بلاده سيناقشه مع الأميركيين، أعلن مسؤولون أمنيون مقتل سبعة أشخاص بينهم ولي الرحمن، الرجل الثاني في الحركة، وذلك بغارة أميركية في إقليم شمال وزيرستان. ونقلت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن «طالبان باكستان» نفيها مقتل والي الرحمن، فيما صرح الناطق باسم الحركة إحسان الله إحسان بأنها «لم تتلقَ أنباء أكيدة عن ضحايا الغارة». وترصد واشنطن 5 ملايين دولار مكافأة للحصول على معلومات تساعد في اعتقال ولي الرحمن الذي تتهمه بأنه أحد مخططي الهجوم على قاعدة «شابمان» في مدينة خوست الأفغانية العام 2010، حين قتل 7 من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي). وأوضح المسؤولون الأمنيون الباكستانيون أن الطائرة أطلقت صاروخين على منزل في قرية شاشما التي تبعد ثلاثة كيلومترات إلى شرق مدينة ميرانشاه عاصمة إقليم شمال وزيرستان، فيما روى شاهد يدعى بشير دوار أن «رجال القبائل بدأوا عملية الإنقاذ بعد ساعة على الهجوم، وانتشلوا 7 جثث ونقلوا 4 جرحى لتلقي العلاج». والغارة الأميركية هي الأولى على منطقة القبائل منذ انتخابات 11 الشهر الجاري، ووصفها مسؤول أمني باكستاني بأنها «ضربة كبيرة للمتشددين ومكسب في المعركة ضدهم». وكان ضابط في الجيش صرح في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بأنه «تقرر تولي ولي الرحمن منصب قائد الحركة بدلاً من حكيم الله محسود». وقال سليم صافي، الخبير الباكستاني في شؤون «طالبان»: «إذا صح هذا النبأ (مقتل ولي الرحمن) يجب أن يشكر الجيش الباكستانيالولاياتالمتحدة». وكانت طائرة أميركية بلا طيار قتلت بيت الله محسود، زعيم «طالبان باكستان»، العام 2009. وسرت إشاعات عن اغتيال خلفه حكيم الله محسود بالطريقة ذاتها ثم تبين عدم صحتها اثر ظهوره في أشرطة فيديو. ونددت الخارجية الباكستانية بالغارة مكررة أن «قصف الطائرات الأميركية بلا طيار يؤدي إلى نتائج عكسية وسقوط مدنيين أبرياء، كما يطلق انتقادات من جماعات لحقوق الإنسان وينتهك سيادة البلاد ووحدة أراضيها والقانون الدولي». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في خطابه حول استراتيجية إدارته أنه سيقلص برنامج غارات طائرات بلا طيار، ووقع مذكرة تفيد بأن «على واشنطن أن تتأكد بالكامل من أن أي مدني لن يجرح أو يقتل في عمليات القصف، وأن تقصف أهدافاً تمثل خطراً وشيكاً لها». ولاقى ذلك استحساناً «حذراً» لدى باكستان، على رغم تراجع عدد الغارات في مناطقها القبلية هذه السنة، وهو ما برره وزير الخارجية الأميركي جون كيري ب «نجاح جهود القضاء على القاعدة في باكستان».