التحمت مركبة «سويوز» تنقل طاقماً دولياً من ثلاثة رواد بمحطة الفضاء الدولية أمس بعدما أقلعت من قاعدة بايكونور في سهوب كازاخستان. وقد غادر رواد الفضاء الروسي فيدور يورتشيخين والإيطالي لوكا بارميتانو والأميركية كارين نيبرغ الأرض الثلثاء عند الساعة 20,31 بتوقيت غرينتش بواسطة مركبة «سويوز». وقال ممثل الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) روب نافياس: «عملية الإطلاق تمت وفق ما كان متوقعاً بالتمام». وحصلت عملية الالتحام بعد أقل من ست ساعات من إقلاع «سويوز» في حين أن الرحلة كانت تستغرق سابقاً يومين. وهذا الأمر بات ممكناً بفضل تحسينات تكنولوجية تسمح لمركبة «سويوز» بالدوران أربع مرات حول الأرض في مقابل 34 مرة سابقاً. وهذه ثاني رحلة «سريعة» تنقل رواداً إلى محطة الفضاء بعد الأولى في آذار (مارس). وينضم الرواد في محطة الفضاء إلى ثلاثة آخرين هم الروسيان بافيل فينوغرادوف وألكسندر ميسوركين والأميركي كريس كاسيدي. وفي 14 أيار (مايو) عاد ثلاثة رواد من المحطة إلى الأرض في كازاخستان بعدما أمضوا خمسة أشهر في الفضاء، بينهم الكندي كريس هادفيلد الذي اكتسب شعبية عالمية بفضل كلامه عن تجاربه في الفضاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وسبق لرواد آخرين أن ارسلوا «تغريدات» من الفضاء، إلا أن هادفيلد كان منتظماً وغزيراً في رسائله منذ بداية مهمته في 19 كانون الأول (ديسمبر الماضي). وله الآن 997 ألف «متتبع» على خدمة تويتر التي نشر عبرها صوراً وأشرطة فيديو رائعة من محطة الفضاء الدولية والحياة داخلها. ويبدو أن بارميتانو ونيبرغ ينويان سلوك هذه الطريق وقد باشرا ذلك قبل الإقلاع حتى. وستتخلل إقامتهم في المحطة لمدة ستة أشهر، مهمات خروج إلى الفضاء وتجربة المركبة الأميركية «سيغنس» المصممة لنقل الحمولة إلى المحطة. وروسيا هي راهناً الدولة الوحيدة القادرة على نقل الرواد إلى محطة الفضاء الدولية بعد سحب المكوكات الأميركية من الخدمة في صيف عام 2011.