فتحت مبادرة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كوة في جدار التعقيدات التي حالت حتى الآن دون إنجاز الحكومة العتيدة بدعوته زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الى الاجتماع معه في البرلمان اللبناني أو عند رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي بادر صباح أمس الى الاتصال بعون لدعوته الى التجاوب مع هذه المبادرة، وتشجيعه على البحث في الموضوع الحكومي معه. وفهم من الاتصال أن سليمان يبدي استعداده لاستضافته، هو والحريري للتباحث في تذليل العقد من أمام تشكيل الحكومة ومناقشة مطالب عون في شأنها. وفيما قالت مصادر عدة، بما فيها القريبة من عون، إنه أبدى تجاوباً مع دعوة سليمان، ذكرت معلومات إعلامية بثتها قناة «المنار» التابعة ل «حزب الله» أن اللقاء بين الحريري وعون قد يعقد اليوم، في قصر الرئاسة بدعوة من سليمان. ولقيت مبادرة الحريري دعوة عون الى اللقاء في مكان «محايد» كما وصفتها أوساط مراقبة، ترحيباً من سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري الذي كان أبلغ الرئيس المكلف أنه يشجع على هذا الاقتراح وأنه ليس من الضروري أن يكون حاضراً اللقاء إذا عُقد في البرلمان وأنه يؤيد حصول اللقاء في القصر الجمهوري إذا ارتأى الفريقان ذلك ويشجع على حصوله في كل الأحوال. وفي موازاة المعلومات عن قرب اللقاء في الساعات المقبلة، فإن مصادر القصر الرئاسي والحريري وسائر الأوساط الأخرى أشارت حتى مساء أمس الى أن عون لم يكن قد أعطى جوابه النهائي للرئيس سليمان، لكن أوساطاً قريبة منه أوضحت ل «الحياة» أن أجواءه إيجابية بالنسبة الى قبوله عقد اللقاء مع الحريري في قصر الرئاسة، غير مستبعدة ما ذكر عن أنه سيتم اليوم. ويتوقع أن تؤدي هذه المبادرة الى حراك سياسي جديد خلال الأسبوع المقبل لعملية تأليف الحكومة، خصوصاً أنه سيشهد بعد ظهر يوم غد الاثنين اجتماعاً في دارة آل الحريري في قريطم لنواب الأكثرية ال71، هو الأول منذ الانتخابات النيابية في 7 حزيران (يونيو) الماضي، يراد من خلاله استمرار تضامن هذه الأكثرية بعد الهزة التي أصابتها بفعل المواقف المتمايزة التي أعلنها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في 2 آب (أغسطس) الماضي إزاء قوى 14 آذار. وسيحضر الاجتماع جنبلاط الى جانب الحريري ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، لتأكيد دعم هؤلاء النواب لمهمة تأليف الحكومة والأسس التي ستقوم عليها. وفيما يترقب الوسط السياسي نتائج الحوار الذي سيجري بين الحريري وعون، فإن مصادر الأخير تتوقع جواباً من الرئيس المكلف على المطالب التي سبق أن طرحها وهو جواب سبق أن ظهر في وسائل الإعلام، أي رفض توزير الوزير جبران باسيل وعدم إسناد حقيبة الاتصالات لوزير من تكتل عون أو أي حقيبة سيادية فضلاً عن رفض إعطاء وزراء تكتل عون 5 حقائب وزارية. وأوضحت مصادر تكتل عون أنه ينتظر أن يطرح عليه الحريري بدائل من مطالبه ليدرسها ويعطي جوابه عليها. وذكرت أوساط مرجع لبناني أن نتائج المداولات التي ستحصل بين عون والحريري ستحدد ما إذا كان يمكن إنتاج صفقة بحيث إذا نجح اللقاء في التمهيد لإزالة العقبات، يكون معنى ذلك أن العراقيل كانت محلية وداخلية، أما إذا استمر تعطيل التأليف فهذا يعني أن العراقيل خارجية. وفيما كان «حزب الله» قد أكد أنه ليس وسيطاً مع عون، فإن قيادته اعتبرت أمس على لسان رئيس كتلته النيابية في البرلمان محمد رعد أن الطريق ليس مسدوداً أمام تأليف حكومة الوحدة الوطنية. واستبق الحزب لقاء حليفه عون مع الحريري بزيارة الى الأول قام بها المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا في منزله في الرابية للتداول في جهود استئناف الحوار بينه وبين الرئيس المكلف.