وصف وزير الاتصال (الإعلام) المغربي الناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي تصريح رئيس الحكومة الجزائرية عبدالمالك سلال، لجهة اتهام المغرب بممارسة سياسة «الأبارتيد» (الفصل العنصري) أمام قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، بأنه «خطير» وغير مسبوق. وقال الخلفي إن الأمر يتعلق بتصعيد «يعكس انعدام الثقة»، في إشارة إلى زيارات متبادلة لمسؤولي البلدين بات واضحاً أنها لم تسعف في صنع مظاهر انفراج حقيقي. وعاودت خلافات المغرب والجزائر حول قضية الصحراء لتطفو على السطح عشية قيام الموفد الدولي كريستوفر روس بزيارة مرتقبة إلى المنطقة للبحث في تفعيل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما التحضير لاستئناف المفاوضات العالقة، بخاصة أنه خلال المحادثات التي كان أجراها والعاهل المغربي الملك محمد السادس عرض إلى ضرورة تنقية الأجواء بين الرباط والجزائر وتوسيع هامش المفاوضات ليشمل زعامات قبلية متحدرة من أصول صحراوية. على صعيد آخر، دعا رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بن كيران أنصاره في حزب «العدالة والتنمية» إلى «تكريس الأخلاق في السياسة» والتزام نظافة اليد و «ليس التسابق نحو المواقع». وقال رئيس الحكومة أمام ملتقى المنتخبين المحليين المنتمين إلى حزبه إن المبادئ والقيم «خالدة» فيما المواقع «زائلة»، مؤكداً أن «العدالة والتنمية» لن يتخلى عما جاء من أجله أو وعوده تجاه الوطن، على رغم ما وصفه ب «مناورات» الخصوم. وانتقد بن كيران بشدة غريمه حزب «الأصالة والمعاصرة» من دون تسميته، مشبّهاً إياه بالعروس التي تخلى عنها المدعوون، فعمدت ليلة العرس إلى محاولة استردادهم بحمل العصا في وجوههم. وقال، في أعنف انتقاد يصدر عنه، إن العروس «كانت ذميمة وبئيسة»، في إشارة إلى جدل أثير عقب استحقاقات بلديات عام 2009 التي حاز فيها حزب «الأصالة والمعاصرة» على صدارة الترتيب. لكن مصطفى الباكوري، رئيس «الأصالة والمعاصرة»، رد على ذلك بالقول إن أي جهة لم تتدخل لمصلحة حزبه في ذلك الاقتراع. وعزا تزايد نفوذ حزبه إلى «مشروعه السياسي»، وقال إن «العدالة والتنمية» يشكّل «خطراً على البلاد»، نافياً وجود أي اتصال معه للبحث في تعويض الفراغ الذي سيتركه انسحاب حزب «الاستقلال» من الحكومة، في حال أُقر هذا الانسحاب بصفة نهائية. ولفتت المصادر إلى أن بن كيران حرص في خطابه أمام أنصاره على عدم قطع شعرة معاوية مع حزب «الاستقلال». ونُقل عنه القول بهذا الصدد إنه متمسك بقيادة الحكومة الحالية، مهما كانت الظروف، وإن قرار «الاستقلال» لم يؤثر في السير الطبيعي للحكومة. وكشف أنه أجرى اتصالاً مع زعيم «التقدم والاشتراكية» نبيل بن عبدالله عندما تناهى إلى علمه أنه أبدى استعداده لمغادرة الحكومة، وقال له بالحرف الواحد: «اطمئن إنك متحالف مع الرجال ولن نتخلى عن الأوفياء». وجاء كلام رئيس الحكومة على خلفية طلب «الاستقلال» معاودة النظر في حصة «التقدم والاشتراكية» (الحزب الشيوعي سابقاً) داخل الحكومة، إذ يتوافر هذا الحزب على أربعة مقاعد على رغم أنه استطاع بالكاد حيازة ما يؤهله لتشكيل كتلة نيابية لا تقل عن 20 نائباً. ورأت المصادر في تململ «التقدم والاشتراكية» مؤشراً لناحية تصدّع الغالبية الحكومية، إلا أن نبيل بن عبدالله أقر بطريقة غير مباشرة أنه ارتكب خطأ عندما لم يقترح امرأة على الأقل للاستوزار في حكومة بن كيران، ورأى أن المشهد السياسي في البلاد يعرف «صراعاً عميقاً». ورد على حزب «الاتحاد الاشتراكي» الذي اختار الانتقال إلى صفوف المعارضة، بالقول إن وحدة اليسار «قناعة وضرورة» لكنها ليست ورقة سياسية يتم إخراجها في لحظات «تضارب المصالح».